كشفت دراسة جديدة أن انبعاثات حرق الغاز الصادر عن العمليات الصناعية في المنشآت النفطية، تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لزيادة خطر الولادات المبكرة (الولادة المبتسرة)، وذلك بعد أن أكدت مجموعة من الدراسات السالفة أن النساء اللواتي يعشن في مناطق قريبة من آبار النفط والغاز معرَّضات بنسبة كبيرة لخطر الولادة المبكرة.
وفق تقرير لصحيفة The New York Times، الجمعة 24 يوليو/تموز 2020، فإن الباحثين المشاركين في الدراسة درسوا انبعاثات حرق الغاز في جنوب تكساس باستخدام بيانات من قمر صناعي مخصص لمراقبة انبعاثات حرق الغاز في الليل، ثم تفحصوا بيانات 23.387 سجل ولادة بالمنطقة خلال فترة الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات ونصف.
يُذكر أن الغاز الطبيعي منتج ثانوي يصدر أثناء عمليات استخراج النفط، ويمكن إدخاله فيما يعرف بمشاعل الغاز، أو حرقه، لتقليل الضغط عند الحاجة غير المخطط لها أو الفجائية إلى التخلص من الضغط الزائد أو بسبب عدم توافر خطوط أنابيب لتجميعه.
هذه الدراسة بيَّنت أنه مقارنةً بالنساء غير المعرَّضات لانبعاثات حرق الغاز، فإن أولئك اللاتي يعشن على بُعد نحو 5 كيلومترات من البئر النفطية وتعرضن في 10 مناسبات أو أكثر لانبعاثات الحرق الليلي للغاز، بلغ خطر تعرضهن للولادة المبكرة قبل مرور 37 أسبوعاً من الحمل، نسبةً تزيد على 50%.
الدراسة التي نشرتها دورية Environmental Health Perspectives، أخذت بعين الاعتبار عوامل العمر ومستوى التعليم والتدخين والبدانة ومستوى رعاية ما قبل الولادة، وغيرها من الفروق الصحية والسلوكية. بالإضافة إلى ذلك، استبعد الباحثون من الدراسة النساء اللواتي يعشن في مدن يبلغ عدد سكانها 75 ألف نسمة أو أكثر، حيث يمكن أن تكون مصادر تلوث أخرى مؤثرة في معدلات الولادة المبكرة بتلك المناطق.
من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية بالدراسة، لارا ج. كوشينغ، وهي أستاذة مساعدة في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس: "هذه دراسة قائمة على الملاحظة والرصد ولا تثبت السبب والنتيجة، لكن الارتباط الذي رأيناه بين التعرض لحرق الغاز وخطر الولادة المبكرة ارتباط قوي، على غرار الرابطة التي نرصدها مع النساء المدخنات وأثر التدخين على الولادة المبكرة".