ظهر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الثلاثاء 21 يوليو/تموز 2020، في فيديو، من مقره بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وهو يترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء السعودي، وسط تكهنات عدة حول حالته الصحية التي قالت الرياض إنها تقتصر على التهاب في المرارة.
التلفزيون السعودي قام ببث هذه اللقطات، مساء الثلاثاء، وأظهرت الملك سلمان (84 عاماً) جالساً خلف مكتب، ويترأس اجتماعاً عبر الإنترنت لمجلس الوزراء، وقد ظهر أيضاً بالفيديو ولي العهد محمد بن سلمان وعدد من الوزراء.
لكن اللقطات التي بثها التلفزيون السعودي لم تكن مصحوبة بصوت الملك، بل اقتصرت على رؤية الملك جالساً إلى طاولة، ويطالع عدداً من الوثائق.
الحالة الصحية للملك: وقالت ثلاثة مصادر سعودية مطلعة لرويترز، رفضت نشر أسمائها، إن الملك "بخير". كما أفاد مسؤول بالمنطقة، طلب عدم ذكر اسمه، بأنه تحدث مع أحد أبناء الملك سلمان، الإثنين، وكان "هادئاً" وبأنه لا يوجد شعور بالقلق بشأن صحة العاهل السعودي.
كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان تلقى اتصالات هاتفية من زعماء الكويت والبحرين والأردن، الإثنين.
أما ما قد يثير التكهنات، فهو ما صرح به مصدر دبلوماسي لرويترز، بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سافر عائداً إلى الرياض، الإثنين، من قصره في مدينة نيوم المطلة على البحر الأحمر وألغى اجتماعاً كان مخططاً له مع وفد عراقي زائر.
كما أكد المصدر الدبلوماسي والمصدر السعودي الثالث أن ولي العهد لا يزال في العاصمة.
آخر ظهور للملك: يذكر أن آخر ظهور علني للملك سلمان كان في 19 مارس/آذار حين ألقى كلمة مدتها خمس دقائق عبر التلفزيون بشأن جائحة فيروس كورونا. ونشرت وسائل الإعلام الرسمية صوراً وتسجيلات مصورة للملك وهو يرأس اجتماعات أسبوعية للحكومة عبر الإنترنت. كما نشر الإعلام صوراً لولي العهد وهو يحضر هذه الاجتماعات عبر الإنترنت.
كان خادم الحرمين الشريفين قد قضى أكثر من عامين ونصف العام ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء من يونيو/حزيران 2012 قبل أن يتولى الحكم عام 2015. وعمل أيضا حاكماً لمنطقة الرياض أكثر من 50 عاماً.
كما عيّن نجله الأمير محمد ولياً للعهد عام 2017 بعد الإطاحة بشاغل المنصب حينها الأمير محمد بن نايف.
مكانة محمد بن سلمان بالسعودية: يعد الأمير محمد بن سلمان (34 عاماً) الحاكم الفعلي للبلاد، وأدخل سلسلة من الإصلاحات لتغيير اقتصاد المملكة وإنهاء اعتماده على النفط.
يحظى الأمير محمد بشعبية بين الشبان في السعودية، وأشيد به في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وإعطائه النساء قدراً أكبر من الحقوق وتعهده بتنويع مصادر الاقتصاد.
أما بالنسبة لأنصار الملك، فإن هذه الجرأة في الداخل والخارج تعد تغييراً مرحباً به بعد حذر وجمود وتردد على مدى عشرات السنين.
لكن سيطرة الدولة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة في المملكة يجعلان من الصعب قياس حجم التأييد الداخلي.
فقد صاحبت إصلاحات ولي العهد حملة على شخصيات كبيرة في العائلة المالكة ورجال أعمال لاتهامات بالفساد، وحرب باهظة الكلفة في اليمن، مما أثار قلق حلفاء غربيين ومستثمرين.
كما تلقت مكانة ولي العهد ضربة أيضاً بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 بأيدي رجال أمن سعوديين يُنظر إليهم على أنهم مقربون من الأمير محمد.