الأردن يبدي مرونة تجاه حل “الدولة الواحدة” للقضية الفلسطينية.. ويحدد نقاطاً لا يمكن مناقشتها مع إسرائيل

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/07/21 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/07/21 الساعة 10:16 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز/رويترز

في تطور ملحوظ في الموقف الأردني من القضية الفلسطينية، أعرب رئيس الوزراء عمر الرزاز عن إمكانية تأييد المملكة إقامة دولة فلسطينية إسرائيلية واحدة، في وقت وصل فيه حل الدولتين الذي يلقى قبولاً دولياً إلى طريق مسدود، مع نية إسرائيل ضم الضفة الغربية، كاشفاً عن 3 نقاط لا يمكن للأردن النقاش حولها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

شرط الأردن لقبول الدولة الواحدة: وقال الرزاز في لقاء مع صحيفة The Guardian البريطانية إن المملكة يمكن أن تقبل بإقامة دولة فلسطينية إسرائيلية واحدة، بشرط أن يتم منح حقوق متساوية لكلا الشعبين.

الرزاز خاطب الإسرائيليين قائلاً: "إذا كنا سنرحب بحل دولة واحدة ديمقراطية.. أتحدى أي شخص من إسرائيل أن يقول نعم، لننهي حل الدولتين، إنه غير قابل للتطبيق. لكن دعونا نعمل معاً على حل دولة ديمقراطية واحدة. وهذا، على ما أعتقد، سوف يلقى استحساناً كبيراً منا".

كما أضاف رئيس الوزراء الأردني: "لكن لا أحد في إسرائيل يتحدث عن ذلك، وبالتالي لا يمكننا أن نكتفي بتجميل ما يفعلونه. من يتحدث عن حل الدولة الواحدة في إسرائيل؟ إنهم يتحدثون عن الفصل العنصري بكل معنى الكلمة".

من جهتها، ترى صحيفة الغارديان، أن تعليقات الرزاز تشير إلى زيادة الانفتاح على حل الدولة الواحدة بدرجة أكبر مما عبرت عنه القيادة الأردنية في السابق، وإن كان بشرط من المستبعد أن تقبله إسرائيل في المستقبل القريب. كما أنها تقدم تصوراً محتملاً لما يمكن أن تدعمه عمّان وعواصم أخرى لحل القضية الفلسطينية إذا استمر الضم.

ضم الضفة سيؤدي لفوضى: وحذر الرزاز من أن سياسة الضم التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي ستكون "إيذاناً بدولة فصل عنصري جديدة" قد تصبح قوة راديكالية وتزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

كما أوضح الرزاز أن "أي شيء أقل من حل دولتين يمكن تطبيقه سيَزُج، لا بالأردن فقط، ولا بفلسطين فقط، ولا بإسرائيل فقط، بل بالمنطقة والعالم إلى حالة من الفوضى".

يذكر أن القادة الإسرائيليين تجنبوا مراراً أي نوع من الحل يمكن أن يقود إلى نظام الدولة الواحدة، وذلك خوفاً من أن يتفوق عدد السكان الفلسطينيين على عدد السكان اليهود، ما يهدد الهوية الدينية لإسرائيل. 

وقال الرزاز: "نحن ضد الخطوات المنفردة. وضد الضم. وضد أي خطوات ليست ضمن مخطط شامل يؤدي إلى حل الدولتين. وباختصار، إذا كنا لا نتجه نحو حل الدولتين، فدعونا نعرف ما نتجه إليه، وشكل حل الدولة الواحدة الذي نتجه إليه".

نقاط لا يمكن نقاشها: يشار إلى أن الأردن ينظر إلى القضية من منظور وجودي، ويخشى أن يؤدي موت حل الدولتين إلى فتح الباب أمام احتمالية نقل أجزاء من الضفة الغربية وسكانها إليه، وهي فكرة شائعة بين اليمين المتطرف الإسرائيلي وتصبح تدريجياً اتجاهاً سائداً.

لذلك شدد الرزاز على أن بلاده لن تستوعب نقل الفلسطينيين، ولن يصبح الأردن "فلسطين"، كما يرغب اليمين المتطرف الإسرائيلي. ولن يتخلى الأردن عن رعايته للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس. هذه النقاط الثلاث لا تقبل النقاش بالنسبة لنا".

كما أكد الرزاز أن الضم سيكرس نظام الفصل العنصري على غرار جنوب إفريقيا الذي يُمَارَس بالفعل ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الأراضي المحتلة.

وقال: "لم تمثل جنوب إفريقيا مشكلة لدول الجوار؛ بل كانت جنوب إفريقيا مشكلة للعالم. وإذا استمرت إسرائيل في هذا المسار، فستصبح مشكلة للعالم".

تحميل المزيد