مبيعات ألعاب الفيديو تستمر بتحقيق أرقامًا تاريخية، ومعها يستمر النجاح المبهر لمجال ألعاب الفيديو مع زيادة العائدات والمشاركة في الرياضات الإلكترونية ومتابعة الشركات الإعلامية الكبرى لها، مع الاستمرار الجزئي والكلي في بعض المناطق لقرارات الإغلاق المتعلقة بفيروس كورونا، ما أدى بالناس إلى البحث عن أشكال جديدة من الترفيه. لكن مع بدء رفع قرارات الإغلاق وإتاحة النزول إلى الشوارع وإعادة فتح المحال التجارية، هل تتمكن صناعة ألعاب الفيديو من الاحتفاظ بمكاسبها الجديدة؟
إن السبب وراء هذه المكاسب واضح، وفقاً لمايكل باكتر، المحلل بشركة Wedbush Securities، في تعليقه على نمو مبيعات ألعاب الفيديو. "إن الناس في بيوتهم، ولا شيء أمامهم ليفعلوه، ولا يضيع وقتهم في وسائل المواصلات. لديهم المزيد من الوقت، ويصيبهم الملل".
على المستوى المالي، ازدهرت الشركات العملاقة في مجال ألعاب الفيديو، مثل مايكروسوفت وNintendo وTwitch وActivision، في الأوضاع التي صنعتها جائحة فيروس كورونا. في أبريل/نيسان، كشفت مايكروسوفت أن عدد المشتركين في خدمة Game Pass (نتفليكس ألعاب الفيديو) تجاوزت عشرة ملايين. ومن بين هؤلاء المشتركين، لاحظت مايكروسوفت زيادة التفاعل في الألعاب متعددة اللاعبين بنسبة 130% في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان.
وأعلنت Nintendo أن مبيعاتها من منصة Switch زادت بنسبة 24% عن الفترة نفسها من العام السابق، ولعبتها الجديدة Animal Crossing: New Horizons باعت 13.5 مليون نسخة منذ إطلاقها في أواخر مارس/آذار. وأيضاً نجحت لعبة التمارين الرياضية Ring Fit على أجهزة Switch نجاحاً ساحقاً، ويعزي البعض ذلك النجاح إلى إغلاق صالات التمارين الرياضية والجسدية الأخرى.
وقد شهد شهر يونيو/حزيران إنفاق 1.2 مليار دولار على مبيعات ألعاب الفيديو، بزيادة بنسبة 26% عن الشهر نفسه في 2019. وهذا أعلى رقم في شهر يونيو/حزيران منذ عام 2009، ليصل الإنفاق في النصف الأول من عام 2020 إلى 6.6 مليار دولار في مجال ألعاب الفيديو، أعلى رقم منذ عام 2010 الذي وصل فيه الإنفاق على ألعاب الفيديو في نصفه الأول إلى 7 مليارات دولار. وهذا ليس سيئاً، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي بالغ الصعوبة في العالم.
مبيعات ألعاب الفيديو في نسب تاريخية هذا الشهر
وقد وصلت مبيعات ألعاب الفيديو إلى 570 مليون دولار هذا الشهر، بزيادة بنسبة 49% عن الشهر نفسه في عام 2019. واحتلت لعبة The Last of Us II المركز الأول في يونيو/حزيران، والمركز الثالث على مدار العام.
لكن حتى إن اكتسب قطاع ألعاب الفيديو المزيد من محبيه، يظل السؤال: ماذا بعد؟ يتناول هذا السؤال تطوير الألعاب الجديدة وإصدارها، ومدى استدامة الشعبية الجديدة لألعاب الفيديو. وفي مواجهة التحديات التي مثلتها الجائحة، اضطر المطورون إلى اتخاذ قرارات صعبة من أجل إرضاء الجمهور والالتزام في الوقت نفسه بالجداول الموضوعة قبل انتشار الفيروس. ولا يمكن استكمال بعض عناصر إنتاج ألعاب الفيديو دون تعامل مباشر شخصي ومعدات مكلفة في مساحة الاستوديو. هذه التحديات تهدد بتقويض الجداول الزمنية الموضوعة، وبخسائر تقلل من المكاسب المذهلة التي حققتها تلك الشركات.
على سبيل المثال، حين أطلقت Riot Games نسخة بيتا التجريبية من لعبة Valorant في أوائل أبريل/نيسان. بدا أن اللعبة في طريقها إلى تحقيق نجاح كبير مع بقاء الناس في منازلهم. لكن قرارات الإغلاق المصاحبة للجائحة أدت إلى إفساد التوقيت الزمني التالي على الإصدار الأول للعبة، وفقاً لأنا دونلون، إحدى المنتجين التنفيذيين للعبة. لم تتمكن Riot Games من تسجيل بعض الأصوات المصاحبة للعبة، لأن استوديوهات التسجيل مغلقة. وذكر دونلون أيضاً أن الضغط على خوادم الإنترنت كبير، وأن قرارات حظر السفر وتأخير الشحنات تعرقل الشركة في الوقت الحالي.
اقرأ أيضاً: لعبة فيفا 21 والانتقال إلى منصة STEAM، إليك أهم 7 إعلانات من مؤتمر شركة EA السنوي
ليس تأخير مواعيد إصدار الألعاب بالأمر الغريب على المجال، فقد أعلنت شركتا Ubisoft وCD Projekt Red تأجيل إصدار بعض الألعاب المهمة في أواخر الخريف وبدايات العام الحالي، لأسبابٍ مختلفة عن الجائحة. لكن المزيد من التأجيل المرتبط هذه المرة مباشرة بالجائحة قد يكون في الطريق، بعد إعلان مطوري ألعاب الفيديو في أمازون واستوديو مملوك لسوني وشركة Square Enix.
وقد وجد بعض المطورين طرقاً للتكيف مع الأمر، لكن هذه الطرق ليست بلا ثمن. فقد لجأت Gearbox Software، الصانعة لسلسلة Borderlands، إلى تجنب تأجيل المواعيد المحددة مسبقاً عن طريق عدم الاهتمام بمشروعات أصغر أو لم يُعلن عنها بعد. والثمن هنا هو تعطل هذه المشروعات في المستقبل والحاجة إلى تأخير إصدارها.
ومشاكل متعلقة بسلاسل التوريد تسبب فيها الفيروس أدت بالفعل إلى تأجيل تصنيع منصات Switch من Nintendo، وهي المنصة الأكثر شعبية والتي يسعى كثيرون لامتلاكها في وسط الجائحة، خاصة مع الشعبية المتزايدة للعبة Animal Crossing، لكنها نفدت من الأسواق لأسابيع طوال وأعيد طرحها في متاجر بعينها في أنحاء الولايات المتحدة.
وإن واجهت مايكروسوفت أو سوني عقبات مشابهة، ربما يتسبب هذا في تأجيل أو نقص كمية منصات الجيل الأحدث المرتقبة بشدة، PlayStation 5 و Xbox Series X، التي ستصدر في نهاية عام 2020.
وقد أدت زيادة شعبية ألعاب الفيديو على مدار الشهرين الماضيين إلى تشجيع الرياضات الإلكترونية، مع سعي قنوات التلفاز إلى ملء الفراغ الناشئ عن توقف الرياضات التقليدية. وقد نقلت قنوات Fox Sports و NBC و ESPN على مدار الأسابيع الماضية مبارياتٍ من الألعاب الرياضية الإلكترونية الرسمية التابعة لاتحادات كرة القدم وكرة السلة وفورميولا وان وناسكار. وقد شاهد حدث eNASCAR لسباق السيارات على قناة Fox الأمريكية أكثر من 1.3 مليون مشاهد. أما لعبة الهوكي التابعة لدوري الهوكي الوطني الأمريكي فقد استعملتها شبكة قنوات Fox في لعب الدوري في موعده بالجدول المقرر، وبث المباريات على شاشاتها.