كشفت شركة تويتر العملاقة جزءاً من التفاصيل عن كيفية اختراق عدد من الحسابات لشخصيات مشهورة، كان من أبرزها المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، ومؤسس شركة إكس سبيس، مالكوم إيكس، فيما كشفت التحقيقات أن منفذي الاختراق أصدقاء لا صلة لهم بالجريمة المنظمة.
عملية اختراق واسعة: وكالة Bloomberg الأمريكية، ذكرت السبت 18 يوليو/تموز 2020، نقلاً عن شركة تويتر، قولها إن قراصنة "الهجوم الأخير تلاعبوا بالعديد من موظفيها للحصول على صلاحية الوصول إلى الأنظمة الداخلية"، مشيرةً إلى أنه تم استهداف 130 حساباً على المنصة الضخمة.
تويتر أشارت في تغريدات على حسابها الرسمي، في وقت متأخر من يوم الجمعة 17 يوليو/تموز، أنَّ المخترقين استطاعوا إعادة ضبط كلمات السر لحسابات 45 مستخدماً، وتحميل كامل بيانات 8 مستخدمين، بما في ذلك الرسائل الخاصة.
وعلى الرغم من أنَّ عملية الاختراق استهدفت حسابات شخصيات بارزة، مثل باراك أوباما، ورجل الأعمال وارين بافيت، فإن تويتر أوضح لاحقاً أنَّ البيانات التي حمّلها المخترقون لم تكن من أيٍّ من الحسابات المُوثَّقة من دون تحديد أية هويات.
كذلك أوضحت الشركة أن المخترقين قد يحاولون بيع أسماء المستخدمين الخاصة ببعض الحسابات، مضيفةً أن "هنالك بعض التفاصيل التي لن نوفرها الآن، وتحديداً المتعلقة بعملية الإصلاح، للحفاظ على أمن هذه الجهود. ونواصل في الوقت نفسه التدقيق الجنائي في جميع الحسابات للتحقق من جميع الإجراءات المُتخَذة".
في السياق ذاته، لم تذكر شركة تويتر، على سبيل المثال، ما إذا كان المخترقون قد قرأوا أياً من الرسائل الخاصة بالقادة الدوليين عندما دخلوا إلى حساباتهم.
ترويج للبيتكوين: كان المخترقون قد كتبوا تغريدات على الحسابات التي اخترقوها قبل أن يتم حذفها فيما بعد، وطلبوا من كل متابع لهذه الحسابات 30 دقيقة لكي يرسل إلى عنوان محدّد مبلغاً بعملة البيتكوين، ليحصل مقابلها على ضعف هذا المبلغ.
في هذا الصدد قال تويتر: "رصدنا ما نعتقد أنه هجوم هندسي منسق من أشخاص نجحوا في استهداف عدد من موظفينا القادرين على الدخول إلى أنظمة داخلية وأدوات"، مضيفاً أن "المقرصنين استخدموا قدرة الدخول هذه للتحكم في العديد من الحسابات… التي تحظى بمتابعة كبيرة".
قراصنة يكشفون تفاصيل: في السياق ذاته، قالت صحيفة The New York Times، الجمعة، إن القراصنة المتورطين في الاختراق هم أصدقاء شباب، ليس لديهم روابط بالجريمة المنظمة أو الحكومات.
والهجوم الذي يحقق فيه "تويتر" والشرطة الفيدرالية، بدأ برسالة على سبيل المزاح بين القراصنة على منصة "ديسكورد"، وهي خدمة دردشة شعبية لدى ممارسي اللعب عبر الإنترنت، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الصحيفة.
أربعة أشخاص من الذين شاركوا في عملية القرصنة تحدثوا للصحيفة الأمريكية، وعرضوا صوراً لشاشاتهم تدعم روايتهم، وقالت الصحيفة إن "المقابلات تشير إلى أن الهجوم الإلكتروني لم يكن من تنظيم دولة مثل روسيا أو مجموعة معقّدة من القراصنة".
أشارت الصحيفة إلى أنه "بدلاً من ذلك، نفذه شباب، ويقول أحدهم إنه يعيش في المنزل مع والدته، تعرفوا على بعضهم بسبب هوسهم بامتلاك أسماء غير عادية يستخدمونها لولوج اللعب الإلكتروني".
تويتر في موقف محرج: أثارت عملية القرصنة الضخمة لحسابات شخصيات بارزة تساؤلات بشأن أمن منصة تويتر، التي تشكّل منبراً للسياسيين، خصوصاً قبيل بدء الانتخابات الأمريكية المقبلة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
شمل الهجوم، الذي وقع يوم الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020، عملية احتيال واسعة النطاق باستخدام حسابات شركات عملات رقمية (بيتكوين)، ورؤساء شركات ومشاهير، لطلب تحويلات مالية بعملة البيتكوين.
من جهتها تعمل شركة تويتر مع السلطات، لتحديد هوية المخترقين ومحاولة معرفة مدى الضرر الذي لحق ببيانات المستخدمين.