طالب حاكم إمارة الشارقة بدولة الإمارات، الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الخميس 16 يوليو/تموز 2020، بإرجاع مسجد قرطبة في إسبانيا إلى المسلمين، وذلك بعد أيام من تحويل تركيا متحف آيا صوفيا إلى مسجد.
الشيخ القاسمي قال في مقابلة ونقلها الحساب الرسمي لـ "الشارقة للأخبار" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نحن نطالب على الأقل بإرجاع مسجد قرطبة" مضيفاً : "أنا طالبت وقيل لي إن البلدية أعطت المسجد إلى الكنيسة.. فقلت أعطى من لا يملك لمن لا يستحق.. هذا ملكنا نحن المسلمين".
فيما تحدث الشيخ القاسمي عن حجم التشويه الذي تعرض له الإسلام والمسلمون في محاكم التفتيش، مشيراً إلى أن هذا التشويه في الترجمات القديمة هدفه ثني المسيحيين عن إعلان إسلامهم.
عودة مسجد "آيا صوفيا": تأتي تصريحات حاكم الشارقة بعد أيام من قرار تركيا بإعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وهو قرار انتقدته الإمارات واعتبرته معتبرة أنه "لم يراع القيمة الإنسانية لهذا المعلم التاريخي".
قرار آيا صوفيا أثار جدلاً دولياً، حيث كانت اليونان قد اعترضت على بث برنامج تلفزيوني ينقل تلاوات للقرآن من داخل المسجد، معبرة عن استيائها وقلقها من البرنامج، خاصة أنه يخضع لإشراف رئاسة الشؤون الدينية التركية.
يعتبر مبنى آيا صوفيا صرحاً فنياً ومعمارياً فريداً من نوعه، وهو موجود في إسطنبول منطقة السلطان أحمد بالقرب من جامع السلطان أحمد، ومسجد آيا صوفيا كان من قبل كنيسة ضخمة بناها جستنيان الأول البيزنطي سنة 537، وقد سقطت قبتها عدة مرات، وآخر مرة أعيد بناؤها سنة 1346، وقد أجريت عدة تقويات وترميمات للمبنى في العهد العثماني.
كان مبنى آيا صوفيا في إسطنبول على مدار 916 عاماً كاتدرائية، ولمدة 481 عاماً مسجداً، وهو من أهم التحف المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.
تراث إسلامي: مسجد قرطبة، شيّده الأمويون بأمر من الأمير الأموي عبدالرحمن الأوسط في القرن الثامن الميلادي قبل أن يتحول إلى كنيسة بعد طرد المسلمين من إسبانيا عقب سقوط الأندلس، وتم توسيع المسجد على مدى قرنين من الحكم الأموي للأندلس، وأصبح كاتدرائية بعد سيطرة الإسبان عليه عام 1236، حيث حولوه إلى كنيسة تتبع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.
في العصر المسيحي، أدت التحولات لجعل بناء المسجد مناسباً للاستخدام ككاتدرائية، إذ تم تعديل المساحات والفضاء الداخلي بشكل كبير، وتوفرت مساحات صوتية متعددة مختلفة عن النظام الصوتي الموحد الذي وفره المسجد.
ويقع المسجد قرطبة على قبة صخرية في الجنوب الغربي من مدينة قرطبة الواقعة جنوب إسبانيا، وتبلغ مساحته في الوقت الحالي بما يزيد عن 24 ألف متر مربع.
فيما يَتّصف المسجد باحتوائه على عشرة من صفوف الأقواس، وكل صف يحتوي على 12 قوساً مركّزاً على أعمدة رخامية رائعة المظهر، ويتواجد بالمسجد الصّحن المسمّى بباحة البرتقال أو فناء النازنج على الجهة الشمالية لأحد أبواب المسجد.
أمّا المظهر الخارجي للمسجد فيوحي بأنّه قلعة كبيرة محاطة بالأسوار، فهو سميك الجدران ومليء بالأعمدة المصنوعة من المرمر والرخام وحجر السمّاقي، أمّا أرضية الحرم فزينت بالفضة.
فيما حُوّل مسجد قرطبة الإسلامي إلى كنيسة في عام 2006، وذلك بموجب قانون إسباني، مما أثار ذلك غضب المسلمين في إسبانيا خاصة المسلمين من أصل إسباني وطالبوا بإعادته مسجداً والصلاة به، وأوصلوا أصواتهم للكثير من الهيئات أهمها اليونسكو.