قررت الحكومة المغربية، الخميس 16 يوليو/تموز 2020، إلزام الوزراء والمسؤولين بقضاء الصيف في البلاد، لتشجيع السياحة الداخلية، وذلك بسبب الأزمة الكبيرة التي ضربت قطاع السياحة من جراء تداعيات فيروس كورونا، وفق ما كشف عنه رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني.
العثماني دعا الوزارات والمؤسسات الحكومية إلى دعم السياحة الداخلية، معتبراً أن القطاع يشهد حالياً توقفاً شبه كامل، أثر على الشركات العاملة فيه، كما أوضح أن النشاط السياحي سيعود بشكل تدريجي، على أساس الاعتماد على السوق الداخلية.
أزمة غير مسبوقة: دعوة رئيس الحكومة المغربي جاءت بعد أن تكبد القطاع السياحي، الذي يعتبر من القطاعات الحيوية في المغرب، خسائر كبيرة.
فقد أكدت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، في تقرير لها، في شهر يونيو/حزيران الماضي، أن قطاع السياحة بالبلاد فقد نحو 8.3 مليار درهم خلال أشهر مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار، التي عرفت تطبيق حالة الطوارئ الصحية وفرض الحجر الصحي من أجل مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
حيث انخفض عدد السياح الوافدين للمغرب، في شهر مايو/أيار الماضي، بـ54% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، بعد أن تراجع توافد السياح الأجانب بـ55% والجالية المغربية بـ53%.
كما عرف عدد ليالي المبيت المسجلة في مؤسسات الإيواء المصنفة، انخفاضاً قدره 51% على أساس سنوي، خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار الماضي.
وفيما يخص الإيرادات السياحية، فقد انخفضت بـ46.2% خلال أشهر مارس/آذار وأبريل/نيسان ومايو/أيار، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يمثل خسارة تقدر بـ8.3 مليار درهم.
رهان على السياحة الداخلية: في تصريح لصحيفة "هسبريس" المغربية، قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش آسفي، حميد بن طاهر، "إن نجاح الإنعاش السريع والاستباقي رهين بإعادة الابتكار قصد إيجاد فرص تجارية جديدة، وحلول فريدة لكل سوق، وتحقيق الملاءمة لكل فئة من الزبناء".
وتابع مؤكداً "أهمية التركيز على السياحة الداخلية خلال هذه الفترة المفصلية، لتعذُّر استئناف رحلات الطيران الدولية، لذا فإنعاش الأنشطة السياحية سيتم عبر مرحلتين؛ الأولى تتجلى في تركيز الجهود على السوق المحلي الذي يمثل 30%، ويوجد في تطور مستمر ويظل مهماً بالنسبة إلى المهنيين، أما المرحلة الثانية فتهم التوجه نحو السوق الدولي عندما تفتح المطارات والموانئ".
كما شدد بن طاهر على "ضرورة العمل من أجل تكييفٍ أفضل للعروض السياحية مع ميزانيات الأسر المتضررة من جائحة كورونا"، مردفاً: "تنتظر الزوار عروض جديدة، من أجل استكشاف مختلف أوجه مدينة مراكش وتراثها وجمالها الطبيعي، من حدائق ومتاحف ومرافق ترفيهية".
حتى صباح الخميس، بلغ إجمالي إصابات كورونا في المغرب 16 ألفاً و424، بينها 260 وفاة، و13 ألفاً و896 حالة تعافٍ، بحسب بيان لوزارة الصحة المغربية.
في 20 مارس/آذار الماضي، أعلنت السلطات المغربية الطوارئ الصحية لمدة شهر، وتقييد الحركة في البلاد؛ لـ"إبقاء كورونا تحت السيطرة"، ثم تم تمديد حالة الطوارئ الصحية في البلاد 4 مرات متتالية إلى غاية 10 أغسطس/آب المقبل.