قررت 8 فتيات إسرائيليات إقامة بؤرة استيطانية على أراضٍ فلسطينية ذات ملكية خاصة بالقرب من قرية كفر مالك شرق رام الله، وهُنَّ بانتظار تنفيذ الخطة الإسرائيلية لضمّ مناطق من الضفة الغربية، من أجل توسيع البؤرة والاستيلاء على كل ما يحيط بها، وفق ما ورد في تقرير بثه التلفزيون الرسمي الإسرائيلي.
بحسب التقرير، فإن هذه البؤرة غير المرخصة من الجيش الإسرائيلي قد تم إنشاؤها من قِبل مراهقات تتراوح أعمارهن بين 13 إلى 18 سنة، وقد أطلقن عليها اسم "استير"، وهو اسم ملكة يهودية.
يزعم التقرير أن الفتيات في البؤرة الاستيطانية يقدمن أنفسهن بصورة الإناث المثاليات اللواتي يحلمن "بأرض إسرائيل الكاملة"، وهنَّ على استعداد للتضحية بكل شيء لأجل ذلك.
وفي الوقت الذي يسعى التقرير إلى تكوين انطباع بأن المستوطِنات يعملن بشكل منفرد، فإن امرأة كبيرة في السن تظهر في الفيديو وهي تُلقن المستوطِنات موعظة دينية، كما تُشير إحداهن إلى أن حاخام المستوطَنة التي كانت تسكن فيها بارَكَ خطوةَ انتقالها للبؤرة.
كما أنَّ البؤرة غير المرخصة من جيش الاحتلال موصولة بشبكة المياه وبالتيار الكهربائي، ما يؤكد أنها تحظى بدعم كبير يفوق قدرة فتيات في عمرهن.
المستوطِنة إفرات (16 سنة) قالت إنها تركت المدرسة الثانوية التي تعلم التوراة للمتدينين من أجل الانتقال إلى هذه البؤرة، مبيّنة أنها ترى نفسَها الآن "جنديةً لله"، حسب ادّعائها.
وطالبت إفرات الإسرائيليات بالانضمام إليهن، "لأن الوقت الحالي يحتاج إلى العمل، وهذا العمل يحتاج إلى البنات".
متحدثة ثانية وهي شلهيفت غولدشتاين (16 سنة) أوضحت أن إقامة البؤرة جاءت في إطار الحرب على الأرض، مضيفة "مثل أي حرب يُمكن أن تكون هناك إصابات، وعندها تكون المهمة وهب الروح لله عز وجل"، على حد تعبيرها.
أشارت غولدشتاين إلى أنها حصلت على مباركة الحاخام في المستوطنة التي كانت تسكن فيها قبل الانتقال إلى هذه البؤرة، مبينة أن عائلتها وافقت على الخطوة بناءً على مباركة الحاخام لها.
كما أوضحت أنها ورفيقاتها ينتظرن بدء حكومة الاحتلال في تنفيذ خطة "الضم"، من أجل توسيع البؤرة واحتلال الجبل المقابل، ثم التوجه للضفة الأخرى من نهر الأردن، مضيفة "سوف نتقدم نحو أرض إسرائيل الكاملة".
وأكدت غولدشتاين أن المزيد من "الجماهير" سينضمون إليهن لاحقاً، "وسنرث أرض إسرائيل، في النهاية كل شيء هنا سيكون لنا"، كما قالت.
خطة الضم: يُذكر أنه سبق أن أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه الشروع في عملية ضم لأراضي الضفة الغربية، في الأول من يوليو/تموز، لتشمل غور الأردن ومساحات واسعة من الضفة، دون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك بناء على الخطة الأمريكية للسلام، المسماة "صفقة القرن".
إلا أن عدم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي–أمريكي حول خرائط الضم، خصوصاً مع انشغال الإدارة الأمريكية بما تواجهه من أزمات تتعلق بانتشار فيروس كورونا والاحتجاجات الشعبية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، والخلافات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية، وبعض الردود الخارجية الأوروبية والعربية قد دفعت نتنياهو إلى التراجع وتأجيل الإعلان عن الضم، والبحث عن سيناريوهات أخرى، أحدها لا يعدو كونه خطوة رمزية.
من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية في حِلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إن قامت إسرائيل بتطبيق خطتها لضم الضفة الغربية.