ذكرت تقارير إخبارية روسية أن قرية ملاصقة لقواعد عسكرية روسية في أقصى شمال البلاد أخلتها السلطات من سكانها جرّاء اختبارات يُجريها الجيش لصاروخ فلاديمير بوتين الجديد الأسرع من الصوت.
صحيفة The daily mail البريطانية قالت، الخميس 9 يوليو/تموز 2020، إن السلطات أبلغت نحو 500 شخص من السكان المحليين في قرية نيونوكسا أنهم يعيشون في "منطقة خطر"، وأوصتهم بمغادرة منازلهم لمدة 36 ساعة، للحيلولة دون تضررهم من نشاط عسكري غير محدد طبيعته يجري في منطقة قريبة.
إخلاء لاختبار صاروخ بوتين: تداولت الأنباء الربط بين الإخلاء المفاجئ للقرية المتاخمة لمنطقة الاختبارات العسكرية واختبارات صاروخ "زيركون" 3M22 Zircon الأسرع من الصوت والذي يحلق بسرعة تفوق 6 آلاف ميل في الساعة ويطوّره الجيش الروسي حالياً ويملك القدرة على ضرب أهداف عابرة للقارات.
ويأتي الإجلاء بعد عام واحد من مقتل سبعة أشخاص –خمسة موظفين في شركة "روس آتوم" النووية التابعة للحكومة الروسية واثنان من موظفي وزارة الدفاع- في انفجارٍ وقع بمحرك يعمل بالطاقة النووية ويُزعم صلته بما يُعرف بـ"سلاح يوم القيامة" الروسي في ميدان اختبارات عسكرية قريب من قرية نيونوكسا.
كما أفاد موقع قناة Tsargrad الروسية الموالية للكرملين على شبكة الإنترنت بأن "الإخلاء، على ما يبدو، له علاقة بالاختبارات النهائية التي تجري لصاروخ زيركون الجديد الأسرع من الصوت".
فيما اشتكى عديد من سكان قرية نيونوكسا اضطرارهم إلى إيقاظ أطفالهم في الساعة الخامسة صباحاً لمغادرة القرية والاتجاه إلى سيفيرودفينسك، الواقعة على بعد 40 كيلو متراً. غير أنه سمح للسكان –كثير منهم من أسر عسكرية- بالعودة إلى منازلهم في الساعة 6 مساء.
سلاح بوتين المفضَّل: كان التلفزيون الروسي قد وصف صاروخ "زيركون" الجديد الذي تبلغ سرعته 8 ماخ (9800 كم في الساعة) بأنه سلاح بوتين المفضل للقضاء على المدن الأمريكية في حالة نشوب حرب نووية.
وقال الموقع الإخباري الروسي إنه "ليس من المستغرب" أن وزارة الدفاع الروسية امتنعت مرتين عن تأكيد الأخبار التي تشير إلى أن اختبارات صاروخ زيركون كانت السبب وراء إخلاء نيونوكسا.
بينما ذكرت وكالة الأنباء Avia.pro المختصة بالأخبار العسكرية أن اختبارات صاروخ زيركون النهائية كانت تجري "في المنطقة المحيطة بقرية نيونوكسا"، حيث "يجري إطلاق النار على أهداف بحرية وبسبب سرية هذا السلاح الروسي، أُجلي سكان أقرب المستوطنات".
كما زعمت أن الفرقاطة الروسية "الأدميرال ماكاروف" تشارك في المناورات، بإطلاقها صاروخاً تفوق سرعته سرعة الصوت. ومع ذلك، فلم يكن ثمة تأكيد من وزارة الدفاع الروسية أو وسائل الإعلام الرئيسية.
فيما كانت وكالات الأنباء الروسية الرسمية قد أفادت في يونيو/حزيران بأن اختبارات صاروخ زيركون ستجري في بحر بارنتس.
تفسير آخر للإخلاء: من جهة أخرى، يُتداول تفسير آخر مقترح يفيد بأن الإخلاء مرتبط بمحاولات الجيش الروسي استرداد بقايا صاروخ "بوريفيستنيك" من البحر الأبيض بعد الانفجار الذي وقع قبل 11 شهراً.
تقول تقارير إن الصاروخ الروسي الذي يعمل بالطاقة النووية –وقادر على التحليق لأيام متتالية بحثاً عن نقاط الضعف الأبرز في دفاعات العدو- سيكون جاهزاً للضم إلى الترسانة العسكرية العاملة بحلول عام 2025.
على جانب آخر، كانت روسيا تُجري أيضاً تدريبات بحرية في بحر بارنتس هذا الأسبوع، والتي وُصفت بأنها "الحدث الرئيسي في جدول المناورات القتالية لعام 2020".
شملت المناورات استعراض طراد الصواريخ "بطرس الأكبر" الذي يعمل بالطاقة النووية، وطراد الصواريخ "مارشال أوستينوف". كما شاركت في المناورات نحو 30 سفينة عائمة وغواصة وقارباً بحرياً و20 مقاتلة و40 وحدة عسكرية من قوات حرس السواحل والمدفعية وقوات الدفاع الجوي.
فرضت روسيا حظراً للملاحة على مناطق ساحل بحر بارنتس والبحر الأبيض هذا الأسبوع في الفترة من 6 إلى 11 يوليو/تموز.
يُذكر أن الضابط الأعلى رتبة في البحرية الروسية، الأدميرال نيكولاي إيفمينوف، اعترف في وقت سابق من هذا العام بأن صاروخ كروز زيركون كان يعاني "مشكلات في تكوينه" ومن غير المرجح أن يكون جاهزاً للخدمة قبل سنوات.