أعلنت الرئاسة المصرية، الإثنين 6 يوليو/تموز 2020، وفاة الفريق محمد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربي، بعد صراع مع المرض استمر عدة أسابيع، لم يظهر خلالها، ولم تنقل أي تصريحات رسمية عن وضعه الصحي أو سبب مرضه.
وفي الوقت الذي تناقلت فيه وسائل إعلام محلية، ما يفيد بأن العصار توفي بعد صراعه مع مرض السرطان، فإن ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي قد شككوا بذلك، وتناقلوا أخباراً وفرضيات عن تكتيم إعلامي مصري على وفاة الفريق العصار بعد إصابته بفيروس كورونا.
تأتي وفاة العصار بعد أيام فقط من إصدار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قراراً بترقيته إلى رتبة فريق فخري مع منحه وشاح النيل، الذي يأتي في الترتيب قبل وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ويُمنح لمن هم في مرتبة نائب رئيس وزراء، أو الوزراء الذين خدموا فترة طويلة، وأدوا خدمات مميزة، ويُراد منحهم وساماً أعلى من وسام الجمهورية.
من هو العصار؟ محمد سعيد العصار هو أحد الأعضاء البارزين بالمجلس العسكري، الذي حكم مصر في أعقاب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ويشغل منصب وزير الإنتاج الحربي منذ 19 سبتمبر/أيلول 2015، كما شغل في السابق منصب مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح، وهو يعد المسؤول الأول في صفقات التسليح على مدار العقدين الأخيرين، لا سيما مع الولايات المتحدة.
ترأس العصار الوفد العسكري المصري المرسل إلى واشنطن لإجراء حوار استراتيجي في يوليو/تموز 2011، للتأكيد خلاله أن المجلس العسكري ليس امتداداً لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وادعاء أن الجيش لا يتدخل في عمل السلطة القضائية، أو الخطوات القانونية المتصلة بمحاكمة رموز النظام السابق.
في أكتوبر/تشرين الأول 2011، ظهر العصار على شاشات التلفزيون المصري، رفقة عضو المجلس العسكري -آنذاك- اللواء محمود حجازي، للرد على اتهام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين الأقباط في أحداث "ماسبيرو" الشهيرة، وهو اللقاء الذي حذّر خلاله من عدم سماح الجيش بحدوث اعتداءات على أفراده مرة أخرى.
وتخرج العصار في الكلية الفنية العسكرية عام 1967، وشارك في حرب الاستنزاف، ثم في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول كأحد عناصر سلاح المهندسين العسكريين، وارتقى في المناصب داخل الجيش حتى أصبح رئيساً لهيئة التسليح، وهي المسؤولة عن التعاقد على صفقات الأسلحة، ودخولها وخروجها من الخدمة.
أحيل العصار إلى التقاعد في عام 2003، إلا أن وزير الدفاع الأسبق، المشير حسين طنطاوي، استحدث له منصب مساعد الوزير لشؤون التسليح، ليعود إلى الخدمة مرة أخرى في المنصب الذي شغله في عهد كل من الرؤساء حسني مبارك، ومحمد مرسي، وعبدالفتاح السيسي.
يعد العصار بمثابة "كاتم أسرار" صفقات وميزانيات التسلح في الجيش المصري، كجزء من عقيدة ثابتة تقوم على السرية في كافة النشاطات المتعلقة بالشؤون العسكرية، وقد حرص السيسي على وضعه على مقربة منه، خصوصاً أنه من اللاعبين الأساسيين في عملية إطاحة الجيش بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً تشهده البلاد.