أعلن شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، عن رفضه الكامل لمخططات الاحتلال الإسرائيلي بهدف الاستيلاء على أجزاء من الضفة الغربية، معتمداً على سياسة فرض الأمر الواقع.
رفض الأزهر للخطة الإسرائيلية: إذ قال الأزهر الشريف، خلال بيان له، الخميس 2 يونيو/حزيران 2020، إن هذا الأمر "يشكل تهديداً للسلام في المنطقة، وانتهاكاً خطيراً للقوانين والمواثيق الدولية، ويمثل تعدياً صارخاً على حقوق وأراضي الشعب الفلسطيني المظلوم".
كما أشار إلى أن الاحتلال يستغل انشغال المجتمع الدولي في التبعات التي خلّفتها جائحة كورونا المستجد على العالم، "لتنفيذ تعدياته الصارخة تجاه الأراضي الفلسطينية". وأضاف البيان أن الأزهر يُعلن رفضه القاطع لهذه الانتهاكات الصارخة، التي ينتهجها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
بينما دعا الأزهر المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، مناشداً الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي عقد اجتماعات عاجلة، للتصدي بقرارات حاسمة لهذا العبث بمقدرات الشعب الفلسطيني، والاستخفاف المتكرر بحقوقه ومقدساته، وبخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
دعوة إلى موقف مشرف من الحكام: من جهتها، دعت 44 هيئة وجمعية لعلماء المسلمين من دول إسلامية عديدة، الخميس، شعوبَ الأمة إلى إجهاض مخطط إسرائيل لضمّ أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة، وحثّت الحكام العرب والمسلمين على تسجيل "موقف مشرف"، مندِّدة بـ"توجه بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي إلكتروني حول مخطط ضمّ يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشروع في تنفيذه، في يوليو/تموز الجاري، ويواجه رفضاً فلسطينياً ودولياً واسعاً.
قال البيان الختامي، الذي تلاه أمين عام هيئة علماء ليبيا د. سامي الساعدي، إن علماء الأمة يدينون الإجرام الصهيوني المتواصل على أراضي فلسطين. ودعا البيان إلى العمل على تحرير الأراضي الفلسطينية، ومواجهة المؤامرات التي تُحاك ضدها.
وقال إن "توجّه بعض الأنظمة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتجريم المقاومة وداعميها، هو مساندة عملية لخطة الضمّ وللجرائم الصهيونية المتصاعدة".
دعا البيان المؤسّسات الموقّعة عليه إلى "تنسيق الجهود، والتواصل الحثيث فيما بينها، والاتفاق على منهجية عمل موحدة، وآليات وبرامج مشتركة، لمواجهة جريمة الضم المزمعة".
إذ قال العالم الموريتاني، الشيخ محمد حسن الددو، إنه يجب مواجهة العدو الصهيوني بالمقاومة الراسخة، فلا مفاوضات ولا سلم ولا رضوخ ينفع في هذه الاعتداءات. وتابع: "على حكامنا جميعاً أن يقفوا مع الأمة الإسلامية، فلا فائدة في سلاح لم يردع العدو، ولم يدافع عن المقدسات، ولم يقف مع الأمة".
ودعا الشعوب للاحتجاج: إذ حثّ البيان شعوب الأمة على النزول إلى الميادين والساحات، للتنديد بجريمة الضم، وتنشيط عملهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتسليط الضوء على جرائم الكيان الصهيوني.
كما حذّر الأمة الإسلامية، حكومة وشعوباً، من التقاعس عن نصرة أبناء فلسطين، لاسيما في ظروف الانهيار التي تعيشها المنظومة العربية والإسلامية، فهذه الجريمة تستهدف الأمة كلها في دينها وعقيدتها ومقدساتها، وفق البيان.
توحيد الصفّ الفلسطيني: بينما أشاد البيان بموقف فصائل المقاومة الفلسطينية، والتحركات السياسية لمواجهة هذه الجريمة، وإعلانهم الواضح اعتبار خطة الضم الصهيونيّة "إعلان حرب".
ودعا الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل غرفة قيادة مشتركة، لوضع الخطط العملية، لمواجهة الجريمة الصهيونية، وللمسارعة في إتمام المصالحة الفلسطينية، وتمتين الجبهة الداخلية، ونبذ الفرقة والتنازع.
كما شدّد المشاركون في المؤتمر على وجوب التفاف الأمة حول المقاومة الفلسطينية، ودعمها في حربها مع الكيان الصّهيوني، بكلّ الوسائل الممكنة، المادية والمعنوية، فهي "ضرب من ضروب الجهاد".
من بين الهيئات التي شاركت في المؤتمر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية بتركيا، رابطة علماء فلسطين/غزة، التجمع الإسلامي بالسنغال، دار الإفتاء الليبية، الرابطة التونسية للدعوة والإصلاح، رابطة إرشاد المجتمع (الصومال)، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، جمعية علماء الإسلام (باكستان)، وجمعية علماء ماليزيا.
كما شاركت رابطة الدعاة الإندونيسيين (إيكادي)، ورابطة العلماء السوريين، ورابطة أئمة وخطباء وعلماء العراق، ورابطة علماء المغرب العربي، ومجلس الشورى الوطني (سريلانكا)، ومجلس علماء الإخوان المسلمين في الأردن.