علقت فرنسا، الأربعاء 1 يوليو/تموز 2020، مشاركتها في عملية "سي غارديان" التابعة لحلف شمال الأطلسي، شرقي البحر المتوسط، وهو القرار الذي يأتي إثر التوتر بين العضوين في الحلف؛ فرنسا وتركيا، بعد أن زعمت باريس أن أنقرة تحرشت بإحدى سفنها الحربية في البحر الأبيض المتوسط.
عملية "سي غارديان"، وتعني "حارس البحر"، هي مهمة أمنية بحرية لحلف الناتو في البحر المتوسط، تم تمديدها في 2016 للحفاظ على "الوعي بالمواقف البحرية وردع ومقاومة الإرهاب وتعزيز بناء القدرات"، بحسب تعريف الحلف.
ردة فعل على حادث بحري: وكالة الأناضول نقلت عن موقع قناة "فرانس24" الفرنسية، أن مسؤولاً في وزارة القوات المسلحة، قال إن فرنسا أبلغت الناتو بقرارها تعليق مشاركتها في العملية البحرية بالمتوسط، إثر نتائج التحقيق في الحادث الذي وقع بين سفن حربية فرنسية وتركية.
كما ذكرت صحيفة "لوفينيون" الفرنسية، الأربعاء، أن فرنسا أرسلت رسالة إلى الناتو لإبلاغ الحلف بقرار تعليق دورها في عملية سي غارديان حتى تحصل على توضيحات.
بينما لم تردّ وزارة القوات المسلحة الفرنسية ووزارة الخارجية والقيادة البحرية المتحالفة، التي تترأس حارس البحر، على الفور للتعليق.
غضب فرنسي وفتح تحقيق: تعليق مشاركة فرنسا في العملية التي يقودها الناتو يأتي بعد أن زعمت فرنسا، الأسبوع الماضي، أن تركيا تحرّشت بإحدى سفنها الحربية المشاركة في عملية الحلف في المتوسط، فيما نفى مسؤولون عسكريون أتراك تلك المزاعم.
في تعليقه على الأمر، قال ستولتنبرغ إن المسؤولين في الناتو ينظرون في الحادث، مضيفاً أن "حليفي الناتو لديهما وجهات نظر مختلفة تماماً فيما حدث بالفعل".
كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنَّ الحادث العسكري البحري الأخير بين فرنسا وتركيا في البحر المتوسط، والذي يحقّق حلف شمال الأطلسي بشأنه، يشكّل "أحد أبرز الإثباتات على الموت السريري" للحلف.
قال ماكرون إثر محادثات أجراها مع نظيره التونسي قيس سعيّد في الإليزيه: "أحيلكم إلى تصريحاتي نهاية العام الفائت، عن الموت السريري لحلف شمال الأطلسي. أرى أنّ (ما حصل) هو أحد أبرز الإثباتات" على ذلك، معتبراً أنّ الوضع "لا يمكن تحمّله".
كما أضاف ماكرون "نحن الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف الأطلسي، المعنيين بهذا الأمر، نسلّم بمواقفنا الضعيفة أو الملتبسة زمام المبادرة للقوى غير المتعاونة". وتابع: "لا أريد في غضون عشرة أشهر أو عام أو عامين أن يصبح الوضع في ليبيا مماثلاً لما هو عليه حالياً في سوريا".
كيف ردّت تركيا؟ نفت أنقرة اتهامات فرنسية بالتصرف بطريقة "عدائية" تجاه شركائها في "الناتو"، لمنعهم من تطبيق الحظر على السلاح في ليبيا، ووصفت ذلك بأنه مجرد مزاعم، وفي العاصمة طرابلس بحث وفد تركي رفيع مستجدات الأوضاع في ليبيا، والجهود الدولية لحل الأزمة هناك.
إذ قال مسؤول عسكري تركي رفيع المستوى، في تصريح لرويترز، إن الزَّعم بأن البحرية التركية تحرشت بسفينة حربية فرنسية في مهمة لحلف الأطلسي "غير صحيح بالمرة"، مؤكداً أن البحرية التركية زوّدت السفينة الحربية الفرنسية بالوقود قبل الحادث المزعوم.
كما أوضح أن السفينة الحربية الفرنسية لم تجرِ أي اتصالات مع السفينة التركية أثناء الواقعة، وأعلن أن تركيا تفي اليوم بالتزاماتها كحليف مثلما كانت دائماً، مضيفاً أنهم يشعرون بحزن لوصول الأمر إلى هذه المرحلة.