انتفضت العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، واجتاحتها الاحتجاجات، الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، بعد مقتل المغني الشهير هاشالو هونديسا، وقُتل في التظاهرات ما لا يقل عن 10 أشخاص فيما أصيب نحو 80 شخصاً، ما دفع السلطات إلى قطع خدمة الإنترنت في معظم مناطق البلاد.
اغتيال هونديسا: الشرطة الإثيوبية قالت إن هونديسا قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الإثنين الفائت، وذكر مفوض شرطة مدينة أديس أبابا، جيتو أرجاو، لوسائل الإعلام الرسمية أن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
أشارت الشرطة كذلك إلى أنه جرى التخطيط لقتل المغني جيداً على ما يبدو، لتنتفض بعدها العاصمة أديس أبابا صباح اليوم التالي، وذكر مفوض الشرطة الاتحادية في إثيوبيا إنديشو تاسيو أن ثلاثة انفجارات هزت المدينة.
أضاف تاسيو، في كلمة أذاعها التلفزيون ليل الثلاثاء: "قُتل بعض المتورطين في زرع قنبلة علاوة على مدنيين أبرياء". ولم يقدم تفاصيل أخرى، موضحاً أن ضابط شرطة قُتل أيضاً في العاصمة خلال مواجهة مع الحرس الشخصي لقطب الإعلام جوهر محمد، وكان العشرات قد لقوا حتفهم عندما اشتبك أنصار جوهر مع الشرطة في أكتوبر/تشرين الأول.
آبي أحمد يعلّق: وتسلط القلاقل الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة نفوذ رئيس الوزراء آبي أحمد وسط أبناء عرق الأورومو، حيث يزداد تحدي النشطاء العِرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها.
آبي أحمد، في كلمة نقلها التلفزيون مساء الثلاثاء، وصف قتل المغني هونديسا بأنه "عمل شرير"، وقال: "إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها".
ينتمي كل من رئيس الوزراء، وجوهر، والمغني القتيل إلى عرق الأورومو، وهي أكبر جماعة عِرقية في إثيوبيا، واشتكت طويلاً من تهميشها إلى أن عُين أبي أحمد رئيساً للوزراء عام 2018.
وعلى خلفية الاحتجاجات والاضطرابات التي خلّفتها، قال مفوض الشرطة الاتحادية إنديشو إنه جرى اعتقال جوهر وزعيم حزب سياسي معارض ينتمي للأورومو، و33 شخصاً آخرين، مضيفاً أن الشرطة صادرت أسلحة وأجهزة لاسلكي من حرس جوهر.
كان جوهر قد أصبح منتقداً قوياً لآبي أحمد بعد أن كان من أقوى أنصاره، وذكرت المحطة التلفزيونية المملوكة لجوهر أنها أُرغمت على البث عبر الأقمار الصناعية من ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعدما داهمت الشرطة الإثيوبية مكاتبها واحتجزت موظفين.
من جانبه، علّق جوهر على مقتل المغني عبر صفحته على فيسبوك صباح الثلاثاء، وقال: "إنهم لم يقتلوا هاشالو فحسب. لكنهم أطلقوا الرصاص على قلب أمة الأورومو مرة أخرى. يمكنكم قتلنا جميعاً.. لكنكم لن توقفونا أبداً".
كان المغني قد انتقد القيادة الإثيوبية في مقابلة مع الشبكة الإعلامية المملوكة لجوهر الأسبوع الماضي، وفقاً لوكالة رويترز.
انتشار الاحتجاجات: أشعل قتل المغني الاحتجاجات ليس في أديس أبابا فحسب، بل في عدة مدن للأورومو، وقال مسؤول طبي يُدعى ميكونين فيسا لرويترز إن المستشفى الرئيسي في بلدة أداما استقبل نحو 80 مصاباً معظمهم أصيبوا بطلقات نارية، لكن بعضهم تعرض للضرب أو الطعن، وأن 8 أشخاص قُتلوا.
على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت لقطات متداولة حشوداً كبيرة تحيط بسيارة قيل إنها تحمل جثمان هاشالو وتسير ببطء إلى مسقط رأسه في بلدة أمبو التي تبعد حوالي 100 كيلومتر إلى الشرق من أديس أبابا.
تزامن ذلك مع تقطع في عمل خدمات الهاتف وتعطل الإنترنت، وهي خطوة اتخذتها السلطات من قبل أثناء الاضطرابات السياسية.
في هذا الصدد قالت منظمة نتبلوكس التي ترصد انقطاع الإنترنت في العالم، إن الإنترنت توقف في حوالي الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وإن ذلك الانقطاع هو الأشد خلال العام المنصرم.