زوجات رجال الشرطة يتظاهرن دفاعاً عن أزواجهن.. انتقدن تقديمهم “كأكباش فداء، وتعريض حياتهم للخطر”

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/27 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/27 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
احتجاجات نساء الشرطة في فرنسا - مواقع

نزل عشرات النساء الفرنسيات، السبت 27 يونيو/حزيران 2020، إلى وسط العاصمة باريس، من أجل تأييد الشرطة الفرنسية بعد تصاعد الاستياء في صفوف العاملين في وكالات إنفاذ القانون في البلاد، بسبب ما يشعرون بأنه معاملة غير منصفة من الحكومة لرجال الشرطة بسبب العنصرية.

الشرطة الفرنسية، تنظم احتجاجات يومية في بلدات ومدن في مختلف أنحاء فرنسا على محاولات الحكومة تغيير أساليبهم ومعاقبة رجال الشرطة المشتبه بأنهم عنصريون.

كبش فداء: اتحادات الشرطة في البلاد، تتهم الحكومة باتخاذ رجال الشرطة كباش فداء للمشاكل الاجتماعية عميقة الجذور، في محاولة لدرء الغضب العام بعد أن أطلق موت الأمريكي الأسود جورج فلويد وهو في قبضة الشرطة الأمريكية احتجاجات في فرنسا، خلال التعبير عن الغضب من عنف الشرطة والعنصرية في مختلف أنحاء العالم.

كان من بين النساء اللائي تظاهرن أمام مقر الشرطة في باريس، السبت، أعداد كبيرة من زوجات رجال الشرطة. 

المحتجات، من نساء رجال الأمن، رفعت إحداهن لافتة تضمنت رسالة لوزير الداخلية كريستوف كاستانير تقول "احترموا شرطتنا".

نساء غاضبات: وفق تقرير لصحيفة "francebleu"، فإنه بعد أسبوعين من تجمعات الشرطة الليلية، كان اليوم مخصصاً لمجموعة "نساء الشرطة الغاضبات" اللواتي قررن النزول لشوارع باريس من أجل التظاهر. 

حسب نفس الصحيفة، "فقد تجمع حوالي 200 شخص أمام مقر شرطة باريس، في الدائرة الرابعة للعاصمة، كما جرت هذه التظاهرة بسلام، وكانت على شكل مسيرة مشياً بالأقدام، كما قمن بترديد أغان شهيرة بشكل جماعي.

بيرين سالي، المتحدثة باسم الجمعية، قالت في تصريحات نقلتها إذاعة franceinfo: "قررنا تنظيم هذا التجمع لنقول إن جميع الأرواح مهمة (…) سواء كنت أسود أو أبيض أو عربياً أو أزرق، فإن ضباط الشرطة يخاطرون بحياتهم لحمايتك".

هذه الوقفة ليست هي الأولى من نوعها، فالجمعة 26 يونيو/حزيران، اختار عدد من المتظاهرين التجمع أمام "باتاكلان"، وهي قاعة الحفلات التي شهدت هجمات 13 نوفمبر/تشرين 2015. 

إذ تجمع أكثر من 200 ضابط شرطة للاحتجاج على اتهامات عنف الشرطة والعنصرية الموجهة لهم

حسب قناة "فرانس3"، فإن عشرات الشاحنات والدراجات النارية والسيارات أغلقت الشارع خارج قاعة الحفلات حوالي الساعة 11:30 مساءً. 

كما عمدت الشرطة إلى وضع الأصفاد وملابسهم على الرصيف، في شكل احتجاجي، بالإضافة إلى ترديد النشيد الوطني، المعروف بـ "لامارساييز".

بيرين سالي، تقول إنه تم رصد أكثر من 18 رسماً جدارياً في فرنسا يدعو إلى قتل رجال الشرطة، كما توصل العشرات منهم برسائل تهددهم بالقتل".

هذا ويتعرض 1032 ضابط شرطة شهرياً للإصابة، كما قتل 92 ضابط شرطة بين عامي 2012 و 2016، وفقاً لقوات مراقبة العمليات الميدانية، بالإضافة إلى ذلك، فقد انتحر 17 من ضباط الشرطة منذ 1 يناير/كانون الثاني 2020.

اشتباكات متعددة: في 13 يونيو/حزيران الماضي، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع واستهدفت محتجين لجأوا للعنف أثناء تجمع مناهض للعنصرية في وسط باريس، مع استمرار موجة الغضب في اجتياح العالم بعد وفاة الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد.

تجمع المحتجون في ساحة بلاس دي لا ريبوبليك وهتفوا "لا عدالة ولا سلام" تحت تمثال ماريان الذي يجسد الجمهورية الفرنسية، وكتبوا على إحدى اللافتات التي رفعوها "آمل أُلا أقتل لأنني أسود اليوم".

رفضت الشرطة السماح للمنظمين بالسير إلى دار الأوبرا. واندلعت الاشتباكات الأولى بعد ثلاث ساعات من التجمع السلمي. وألقى بعض المتظاهرين الزجاجات وحجارة الأرصفة وإطارات الدراجات على خطوط الشرطة، في حين جرى نهب أحد منافذ شركة أورانج. وحث المنظمون المحتجين المصطحبين لأطفال على المغادرة.

كان أنصار أداما تراوري قد دعوا لتنظيم هذا الاحتجاج الذي لم يحصل على تصريح من الشرطة. 

تراوري، هو رجل أسود كان يبلغ من العمر 24 عاماً عندما توفي في عام 2016 أثناء احتجاز الشرطة له بالقرب من باريس. وعادت قضيته للظهور بسبب موت فلويد في الولايات المتحدة.

كان عدة آلاف من المتظاهرين المناهضين للعنصرية قد تجمعوا في وسط باريس لإدانة عنف الشرطة، مع استمرار موجة الغضب في اجتياح العالم بعد موت فلويد.

ترددت أصداء هذه القضية في فرنسا، لا سيما في ضواحي باريس حيث تقول جماعات حقوقية إن اتهامات الشرطة الفرنسية بالمعاملة الوحشية للمقيمين من أصول مهاجرة في الغالب لا تزال دون معالجة إلى حد كبير.

من جانبه، اعترف وزير الداخلية كريستوف كاستانير بوجود "شكوك مؤكدة بالعنصرية" داخل وكالات إنفاذ القانون الفرنسية.

أثارت تصريحاته إدانة من نقابات الشرطة التي قالت إن رجال الشرطة يتم تقديمهم كبش فداء بسبب أمراض اجتماعية عميقة الجذور، كما نظمت الشرطة احتجاجاتها الخاصة في مدن في أنحاء فرنسا خلال الأيام الماضية.

تحميل المزيد