أعلن غلام ساروار خان، وزير الطيران الباكستاني، الجمعة 26 يونيو/حزيران 2020، قرار بلاده فصل 262 طياراً بعد تحقيق بشأن مؤهلات الطيارين، حيث يشتبه في تزويرهم للشهادات، وتهرُّبهم من إجراء الامتحانات، فيما يأتي هذا القرار بعد يومين من تصريح غير مسبوق للوزير الباكستاني ،يؤكد فيه أن 30% من الطيارين المدنيين يشتغلون بشهادات مزورة.
هذا القرار جاء أيضاً بعد إجراء تحقيق إثر التقرير الأوَّلي عن تحطم طائرة في كراتشي الشهر الماضي، وهو التقرير الذي أثبت أن طيارَين فشلا في اتباع الإجراءات الواجبة ولم يلقيا بالاً للتحذيرات، وهو الحادث الذي أودى بحياة 97 شخصاً.
تفاصيل القرار: الخميس 25 يونيو/حزيران، قالت شركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية المملوكة للدولة والتي تتبعها الطائرة، إنها ستفصل الطيارين الذين يحملون مؤهلات مشكوكاً فيها.
الوزير الباكستاني صرح بأن السلطات تحقق منذ سنوات، في التواطؤ بين الطيارين ومسؤولي الطيران المدني للالتفاف على الامتحانات.
كما أضاف أن جميع هؤلاء الطيارين اتُّهموا بأنهم جاءوا بمن يؤدي واحداً أو أكثر من الامتحانات بدلاً منهم، وأن طيارين جاءوا أحياناً بمن يؤدون بدلاً منهم الامتحانات الثمانية المطلوبة لمنح شهادة قائد طائرة.
خان أوضح أيضاً أن الطيارين الذين فُصلوا اليوم، من بينهم 141 من الخطوط الجوية الدولية الباكستانية، وتسعة من "إير بلو"، و10 من "سيرين إير لاين"، و17 من "شاهين إيرلاينز" التي أنهت عملها.
فيما ينتمي بقية الطيارين إلى أندية طيران أو خدمات طائرات مستأجرة، مؤكداً أن جميع شركات وأندية الطيران أبلغت أن "أوراق اعتمادهم مشكوك فيها ولا يجب السماح لهم بالطيران".
إعادة الثقة: يؤكد المسؤول الباكستاني، أن الهدف من عملية التطهير هو جعل صناعة النقل الجوي الباكستانية موثوقاً بها، إذ صرح قائلاً: "أعتقد أن هذا سيساعد في طمأنة المنظمات الدولية بأننا صححنا أخطاءنا".
تم تطبيق النظام الحالي للامتحانات في عام 2012؛ للوفاء بالمعايير الدولية.
وقال خان إنه تم التأكد بالفعل من أن 28 من الطيارين حصلوا على مؤهلاتهم بطريق غير مشروع، وإنهم سيواجهون اتهامات جنائية. وأضاف أن خمسة على الأقل من مسؤولي الطيران المدني تم إيقافهم عن العمل وجارٍ بحث تقديمهم للمحاكمة.
تصريح صادم: الأربعاء 24 يونيو/حزيران 2020، كشف غلام ساروار خان، أن أكثر من 30% من الطيارين المدنيين في باكستان لديهم تراخيص مزورة وغير مؤهلين لقيادة طائرات السفر، في تصريح صدم الرأي العام العالمي، خاصةً أنه يأتي بعد أسابيع قليلة من الكارثة الجوية التي عرفتها البلاد، والتي أودت بحياة 79 شخصاً.
وزير الطيران الباكستاني، وفي حديثه أمام الجمعية الوطنية الباكستانية، قال إن 262 طياراً في البلاد "لم يخضعوا لاختبار أنفسهم" ودفعوا لأشخاص آخرين للجلوس نيابة عنهم، مشدداً على أنهم "لا يملكون حتى خبرة في مجال الطيران".
المتحدث نفسه، وفي تصريحات نقلتها صحيفة "سي إن إن" الأمريكية، الخميس، أكد أن بلاده لديها 860 طياراً نشطاً يخدمون شركات الطيران المحلية -وضمن ذلك الخطوط الجوية الباكستانية الدولية (PIA)- بالإضافة إلى عدد من شركات الطيران الأجنبية.
عبدالله خان قال أيضاً: "إن شركة الخطوط الجوية الباكستانية تقر بأن التراخيص المزيفة ليست مجرد قضية لشركة الخطوط الجوية الباكستانية، ولكنها تنتشر عبر صناعة الطيران الباكستانية بأكملها"، مضيفاً أن بعض الطيارين الوهميين يسافرون أيضاً لشركات طيران أجنبية.