بدأ الناخبون الروس، الخميس 25 يونيو/حزيران 2020، الإدلاء بأصواتهم في استفتاء سيستمر حتى الأول من يوليو/تموز المقبل، قد يمهّد الطريق لبقاء الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين حتى عام 2036 إذا أُعيد انتخابه، في عملية يصفها منتقدوها بأنها انقلاب دستوري.
إذ ظهر بعض مسؤولي الاستفتاء بملابس حماية كاملة وهم يضعون كمامات وقفازات ويقيسون حرارة الناخبين مع بدء تصويت يستمر 7 أيام في أنحاء أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
استفتاء وسط مخاوف من كورونا: يُجرى الاستفتاء على الرغم من مخاوف في دوائر المعارضة بشأن سلامة الناخبين الذين يُدلون بأصواتهم وسط جائحة كورونا، ومخاوف أخرى من حدوث تلاعب في الاستفتاء وانتقادات بأن بوتين (67 عاماً) موجود بالفعل في السلطة منذ فترة طويلة.
فقد تجاوز العدد الإجمالي للمصابين بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا في روسيا 600 ألف الأربعاء 24 يونيو/حزيران، لتصبح ثالث دولة في العالم من حيث أكبر عدد للمصابين بالمرض. ويزيد العدد بالآلاف يومياً مع أن السلطات تقول إن تفشي المرض ينحسر.
بوتين "تراجع عن وعوده": في حالة الموافقة على التعديلات الدستورية، كما هو متوقع، فسيكون بوسع بوتين أن يستمر في السلطة لفترتي رئاسة جديدتين مدة كل منهما ست سنوات بعد انتهاء فترته الحالية عام 2024.
ويتولى بوتين، ضابط المخابرات السوفييتية السابق، السلطة منذ عام 1999 إما كرئيس للبلاد أو كرئيس للوزراء، ولم يستبعد الترشح مجدداً وإن كان قد قال إنه لم يتخذ قراره النهائي بعد.
قال بعض الناخبين إن بوتين أشار في وقت سابق إلى أن ولايته الحالية هي الأخيرة له كرئيس واتهموه بالتراجع عن موقفه.
بينما قالت الطالبة ماريا، من سكان موسكو: "الرجل (بوتين) يغير رأيه سريعاً. في البداية كان يقول شيئاً ثم غيّره. حتى أُسرتي توقفت عن تأييده لا سيما بعد الحجر الصحي. فقد الناس الثقة بالرجل".
"له الحق" في الاستمرار بالحكم: فيما قال ناخبون آخرون إن بوتين له الحق في أن يحكم مجدداً. من هؤلاء الموظف الحكومي في موسكو قنسطنطين كورزينين الذي قال: "في دول كثيرة، منها ألمانيا على سبيل المثال، ليس هناك حد قانوني لعدد فترات حكم الرئيس.. الشيء الأهم بالنسبة للزعيم هو أن يحكم بشكل جيد. أظن أن ضامن دستورنا يقوم بعمل جيد".
يجرى الاستفتاء على مجموعة كبيرة من التعديلات الدستورية، التي وافق عليها البرلمان والمحكمة الدستورية بالفعل، والتي يقول الكرملين إنها ضرورية لتعزيز دور البرلمان وتحسين السياسة الاجتماعية والمحافظة على الاستقرار.
يرى منتقدو بوتين أنه يعتزم التشبث بالسلطة مثلما فعل الزعيم السوفييتي ليونيد بريجنيف الذي ظل بالمنصب إلى أن وافته المنية. ويرى آخرون أنه يُبقي خياراته مفتوحة وربما يسلّم المقاليد لوريث يختاره بنفسه، وإن كان غير معروف في الوقت الحالي.
وقال أندريه كوليسنيكوف، كبير الباحثين في مركز كارنيغي في موسكو: "حيث إن الرئيس لم يجد خليفة، فقد نصّب نفسه".
نتائج محسومة لبوتين: توقع خبراء استطلاعات الرأي في مركز حكومي أن يؤيد التعديلات الدستورية ما بين 67 و71% ممن لهم الحق في التصويت. ويقول منتقدو الكرملين إن عملية التصويت صورية ويخشون حدوث تزوير.
ودعا السياسي المُعارض أليكسي نافالني أنصاره لمقاطعة الاستفتاء، وكتب قبل التصويت: "الاستفتاء على التعديلات غير شرعي، لا جدوى منه وهو خطر على صحتك. بإمكانك أن تقاطعه. ذلك سيكون الصح والصواب".
فيما قال بوتين يوم الأحد 21 يونيو/حزيران إنه حريص على إغلاق باب التكهنات بشأن الخليفة المحتمل لمنع تشتت الجهاز الحكومي.
كما نقلت وكالة إنترفاكس عنه قوله: "ما لم يحدث هذا، فعندئذ وعلى مدى نحو عامين -وأنا أعلم ذلك عن تجربة- سيتحول إيقاع العمل الطبيعي في العديد من الجهات الحكومية إلى بحث عن خلفاء محتملين". وأضاف: "لا بد لنا أن نعمل، لا أن نبحث عن خلفاء".