قالت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، الأحد 21 يونيو/حزيران 2020، إنها جهّزت ملايين المنشورات الدعائية المناهضة لسيول وآلاف البالونات لإرسالها إلى كوريا الجنوبية، قائلة إنها ليست ملتزمة بأي اتفاقيات بين الكوريتين، في خطوة من شأنها أن تزيد التوتر بعد تدمير مكتب الارتباط بين البلدين.
مع إعلان وسائل الإعلام الرسمية استعداد كوريين شماليين غاضبين للقيام بحملة لإطلاق منشورات "على نطاق واسع"، حثت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية على إلغاء هذه الخطة، مشيرة إلى أن ذلك يمثل انتهاكاً لاتفاقيات السلام.
فيما رفضت إدارة الجبهة الموحدة بالحزب الحاكم بكوريا الشمالية والمسؤولة عن شؤون الكوريتين دعوات الوزارة واصفة إياها بـ "هراء سخيف".
أما عن أسباب غضب كوريا الشمالية فتعود للمنشورات المناهضة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي يرسلها منشقون من الجنوب عبر بالونات توجه إلى الشمال.
إذ قام منشقون شماليون مقيمون بكوريا الجنوبية بإرسال 500 ألف منشور ينتقد سياسة زعيم بلادهم وتهديده بالنووي، كما بعثوا 50 كتيباً و2000 ورقة من فئة دولار واحد، و1000 بطاقة ذاكرة عبر الحدود إلى كوريا الشمالية.
وقت العقاب يقترب: وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية نقلت عن متحدث باسم الإدارة قوله في بيان: "في ضوء أخطائهم، كيف يجرؤون على استخدام كلمات مثل الندم والانتهاك".
كما أوردت أن كوريا الشمالية تستعد للرد بشكل واسع النطاق قائلة إن "التجهيزات لأكبر حملة توزيع منشورات ضد العدو شارفت على الانتهاء"، مضيفة أنّ "مؤسسات نشر وطبع من جميع المستويات في العاصمة جهّزت 12 مليون منشور من جميع الأصناف تعكس غضب وحقد الشعب".
كما أوضحت أنّه تم إعداد أكثر من "ثلاثة آلاف بالون من جميع الأصناف قادرة على إيصال المنشورات إلى عمق كوريا الجنوبية"، مشيرة إلى وسائل إرسال أخرى لم تعلن عنها.
وحذرت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية من أن "وقت العقاب يقترب".
وأحد المنشورات الذي كشفت عنه صحيفة رودونغ سينمون الرسمية تظهر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-اين يشرب من فنجان ويتهمه بأنه "تناول كل شيء بما يشمل الاتفاق بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية".
حرب المنشورات: وكانت الكوريتان ترسلان مثل هذه المنشورات في السابق، لكن الطرفين اتفقا على وقف هذه الأعمال الدعائية، بما يشمل بث رسائل عبر مكبرات الصوت على الحدود، خلال أول قمة بين مون وكيم في 2018.
يأتي هذا في وقت تزايدت حدة التوتر بعد تفجير كوريا الشمالية مكتباً مشتركاً للاتصال وهددت بالقيام بعمل عسكري بشأن المنشقين في كوريا الجنوبية الذين يرسلون منشورات مناهضة للشمال عبر الحدود.
فيما لا تزال الكوريتان في حالة حرب رسمياً، إذ إن حربهما التي دارت رحاها من عام 1950 إلى عام 1953 انتهت دون معاهدة سلام. وتشن الكوريتان حملات إطلاق منشورات منذ عشرات السنين ولكنهما اتفقتا على وقف "كل الأعمال العدائية" في اتفاق سلام أبرم عام 2018.