حكومة طرابلس تحذر من انجرار جيش مصر للتدخل في ليبيا: ستكون مغامرة مصيرها مثل سابقاتها باليمن

قال المجلس الأعلى للدولة في ليبيا التابع لحكومة الوفاق الموجودة بطرابلس، الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020، إنه يرفض تأييد رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، لتهديدات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، وحذر المجلس من انجرار الجيش المصري لمعركة وصفها بـ"المغامرة".

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/22 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/22 الساعة 12:34 بتوقيت غرينتش
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هدد بتدخل عسكري مباشر في ليبيا- رويترز

قال المجلس الأعلى للدولة في ليبيا التابع لحكومة الوفاق الموجودة بطرابلس، الإثنين 22 يونيو/حزيران 2020، إنه يرفض تأييد رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، لتهديدات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا، وحذر المجلس من انجرار الجيش المصري لمعركة وصفها بـ"المغامرة". 

رفضٌ لتهديدات مصر: المجلس وفي بيان نشرته صفحة عملية "بركان الغضب"، أعرب عن رفضه تهديدات القاهرة، واعتبر أن حُجة السيسي للتدخل عسكرياً في ليبيا غير صحيحة، قائلاً إن "حلّ شماعة الأمن القومي التي يتم التلويح بها كمبرر للتدخل، يكمن في إغلاق الحدود". 

المجلس حذر أيضاً من انجرار الجيش المصري للمعركة، وقال في بيانه: "نربأ بالجيش المصري أن ينجر للدخول في مغامرة يكون مصيرها مثل سابقاتها باليمن"، أما عن دعوة السيسي لتجنيد وتسليح أبناء القبائل، فاعتبر المجلس تلك الدعوة أنها تهدف إلى مزيد من إذكاء الفتن والزجّ بالليبيين لقتل بعضهم البعض. 

وبدا أن المجلس ألمح إلى الحرب التي شاركت فيها مصر باليمن عام 1962 ومُنيت فيها بخسائر بشرية فادحة، عندما دارت حرب في شمال البلاد بين الموالين للمملكة المتوكلية اليمنية، والفصائل الموالية للجمهورية العربية اليمنية، واستمرت تلك الحرب حتى عام 1970.

كان الجانب الملكي يتلقى الدعم من السعودية، بينما تلقى الجانب الجمهوري الدعم من مصر -التي كان رئيسها في ذلك الوقت جمال عبدالناصر- والاتحاد السوفييتي، ويُقدر أن مصر خسرت في تلك الحرب الآلاف من الجنود.

انتقاد لبرلمان طبرق: في سياق متصل، استهجن المجلس "البيان الذي تلاه عقيلة صالح، والذي يبارك فيه تصريحات السيسي التي تنم عن حقد تجاه ليبيا الجديد، وتعد تهديداً لأمنها واستقرارها".

اعتبر المجلس أن صالح يحاول "إضفاء شرعية لا يملكها على التدخل المصري في الشأن الداخلي الليبي"، وأضاف أن ذلك التدخل موجود منذ 6 سنوات "بشكل تخريبي فاقم الأوضاع بشكل خطير".

كذلك أضاف بيان المجلس أنه من واجب الحكومة الليبية الشرعية بسط سيطرتها على كامل التراب الليبي، مشدداً على أن هذا ما بيّنه الاتفاق السياسي الليبي الذي شاركت فيه جميع الأطراف السياسية وتم اعتماده بقرارات مجلس الأمن. 

كان صالح قد رحب في بيان يوم الأحد 21 يونيو/حزيران 2020، بتهديدات السيسي -الذي يدعم الجنرال خليفة حفتر- بالتدخل المباشر في ليبيا إذا اقتضت الحاجة، وقال صالح إن "كلمة السيسي جاءت بصدقها وشجاعتها لتعيد تاريخاً طويلاً من الأخوة والنضال بين الشعبين الشقيقين".

وكان مجلس النواب الليبي في طرابلس قد دعا الحكومة إلى الاستعداد التام للرد على "تهديدات" السيسي سياسياً وعملياً، كما دعا المجلس إلى أخذ هذا "العدوان" على محمل الجد، ودراسة كل الخيارات المتاحة "للرد في الزمان والمكان المناسبَين".

من جانبه، رفض عضو المجلس الأعلى للدولة الليبية عبدالرحمن الشاطر، تصريحات السيسي، وقال في تغريدة عبر تويتر: "كلمة السيسي أمام حشد من جيشه على مقربة من الحدود قرع لطبول الحرب".

تحميل المزيد