صدمة كبيرة، مني بها مواطنون سوريون، وهم يتعرفون على أقارب لهم قتلوا تحت التعذيب، بعد إعادة تداول صور آلاف المعتقلين في سجون النظام السوري، سرّبها العسكري المنشق الملقب بـ"القيصر" عام 2014.
مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بمنشورات وتغريدات لمواطنين سوريين، قالوا فيها إنهم عثروا على صور أقربائهم بين صور الضحايا تحت التعذيب، بعد إعادة نشرها على عدد من المواقع السورية المعنية بحقوق الإنسان.
سوريون يكتشفون مصير أقاربهم: كما حققت الروابط والصفحات التي أعادت نشر الصور عشرات الآلاف من الزيارت، حيث باتت ملاذ العديد من السوريين لمعرفة مصير أقرباء لهم، غيبتهم المعتقلات أو فقدوا منذ سنوات، بينهم شيوخ وأطفال.
فيما وصل عدد الصور التي سربها "قيصر" من السجون والمعتقلات الأمنية إلى أكثر من 55 ألف صورة.
الصور المتداولة، تظهر جثث الضحايا وعليها آثار تعذيب وحشية، كالصعق بالكهرباء، والضرب المبرح، والحرمان من الطعام، وتكسير العظام، وفقء الأعين، واقتلاع الأظافر، وغيرها.
إعادة نشر الصور يأتي بعد دخول قانون قيصر حيز التنفيذ في 17 حزيران/يونيو2020، بإعلان واشنطن إنزال عقوبات على 39 شخصاً وكياناً مرتبطين بنظام الأسد.
قانون قيصر: وبموجب العقوبات، بات أي شخص يتعامل مع النظام السوري معرضاً للقيود على السفر أو العقوبات المالية بغض النظر عن مكانه في العالم.
يعد التشريع الأمريكي المعروف باسم "قانون قيصر" ذروةَ ما وصلت إليه المساعي التي بذلتها المعارضة المناوئة للأسد، للقصاص وتحقيق العدالة في مرتكبي جرائم الحرب التي اقترفت طوال فترة الصراع التي استمرت تسع سنوات في البلاد. ويفسر القانون الجديد على أنه ضغط أوسع نطاقاً يهدف إلى سحق اثنين من الداعمين الرئيسيين للنظام، إيران وحزب الله، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
إذ لا يزال كبح إيران موضعَ التركيز الإقليمي المهيمن على الأطراف المتشددة حيال إيران في إدارة ترامب قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهي الأطراف التي تعتقد أن سياسة "أقصى ضغط" أخذت تقوض بشدة من تحركات إيران وشبكاتها، وعلى رأسها وكيلها حزب الله الذي يملك زمام السيطرة على الحكومة اللبنانية.
وعلى خلاف العقوبات السابقة التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن "قانون قيصر" يستهدف مؤيدي النظام خارج سوريا؛ في القطاعات المصرفية والتجارية والسياسية، وتوسيع نطاق الاختصاص إلى العواصم المجاورة ودول الخليج وأوروبا، التي أبقت على روابط اقتصادية لها مع دمشق.
ضغوط على الأسد: أفاد موقع Voice of America في وقت سابق بأن بشار الأسد يشعر بالضغط من العقوبات الأمريكية، والاحتجاجات التي تزامنت مع انهيار قيمة الليرة السورية وتدهور الاقتصاد.
أشار الموقع إلى أن المتاجر والأعمال التجارية في دمشق أُغلقت بسبب تقلب أسعار الصرف بشدة، كما أُغلقت المصانع التي تنتج سلعاً دوائية، بسبب نقص المواد الخام، في حين أجبر نقص الوقود حكومة الأسد على شراء الغاز من لبنان.
وقد أسهمت عوامل متعددة، من بينها الأزمة الاقتصادية الكبرى في لبنان، والعقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران؛ أهم حليف إقليمي للأسد، والخلاف الداخلي بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف؛ رجل الأعمال الثري، في انهيار الليرة السورية.