قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد اجتمع، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020، مع شريكه في الائتلاف الحكومي وزير الدفاع بيني غانتس، وذلك لنقاش آليات تنفيذ خطة الضمّ لأراضٍ واسعة في الضفة الغربية، مقدماً سلسلة من السيناريوهات، أحدها خطوة "رمزية" بحتة.
تعدد السيناريوهات التي يبحث عنها نتنياهو لتنفيذ عملية الضم تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الأمريكية والأوروبية وحتى العربية لعدم المضيّ قدماً في القرار، وهو الأمر الذي قد يجعل نتنياهو يبحث عن مخرج لحفظ ماء وجهه من أجل تنفيذ عملية الضم التي وعد بها الجمهور الإسرائيلي
الصحيفة أكدت أن نتنياهو وزميله في الليكود رئيس الكنيست ياريف ليفين التقيا مع غانتس ووزير الشؤون الخارجية غابي أشكنازي كممثلين عن "أزرق أبيض"، وسط أجواء من عدم اليقين بشأن الشكل الدقيق والجدول الزمني للنية المعلنة لرئيس الوزراء بضم أجزاء من الضفة الغربية.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي لا يملك حتى اللحظة، حسب الصحيفة، خريطة نهائية للضم، في ظل عدم توفر ضوء أخضر أمريكي ولا اتفاق كاملاً مع شركائه في الائتلاف حزب "أبيض- أزرق".
4 سيناريوهات: الصحيفة أشارت إلى أن نتنياهو عرض على غانتس 4 سيناريوهات مختلفة لضم المستوطنات، بدءاً من ضم 30% من الضفة الغربية، ووصولاً إلى خطوة رمزية.
صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو قالت الأربعاء إن الأخير يدرس تنفيذ الضم على مرحلتين، تشمل الأولى المستوطنات المعزولة ثم غور الأردن والكتل الاستيطانية الكبرى.
أوضحت الصحيفة أن نتنياهو يبحث ضم 10% من أراضي الضفة الغربية في المرحلة الأولى، فيما تشمل المرحلة الثانية ضم باقي المستوطنات وبينها غور الأردن التي تمثل 20% من الضفة.
الموقف الآخر: من جهة أخرى أبدى غانتس وأشكنازي إصرارهما على أن "تنفيذ أية خطوة ضم يجب أن يكون ضمن عملية سياسية واسعة النطاق يتلقى الفلسطينيون في إطارها مقابلاً، وليست كخطوة إسرائيلية أحادية الجانب"، وفق المصدر ذاته.
حيث قال مسؤول إسرائيلي لقناة 13 العبرية: "إن اللقاء انتهى دون اتخاذ قرار أو تقدم يُذكر بشأن التفاهم حول مسألة الضم"، لافتاً إلى أن لقاءات أخرى ستعقد بين نتنياهو وغانتس خلال الأيام المقبلة.
ولم يُعلّق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي رسمياً على هذا التقرير، كما لم يصدر تعقيب فوري عن السلطة الفلسطينية، كما أفادت وكالة الأناضول.
عزم لم يكتمل: كان نتنياهو قد أعلن سابقاً عزمه الشروع في عملية الضم في الأول من يوليو/تموز المقبل، لكن العديد من العقبات ظهرت في طريقه، بينها انتقادات دولية وعدم التوصل إلى اتفاق داخل الحكومة حول الخطة المعتمدة.
فضلاً عن عدم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي – أمريكي حول خرائط الضم، خصوصاً مع انشغال الإدارة الأمريكية بما تواجهه من أزمات تتعلق بانتشار فيروس كورونا والاحتجاجات الشعبية واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية.
تراجع: موقع "إسرائيل اليوم" أكد الأحد 14 يونيو/حزيران أن خطة الضم الإسرائيلية لغور الأردن ومناطق واسعة بالضفة الغربية، سيتم تطبيقها على نطاق أضيق مما كان معتمداً، وعلى مراحل، بناءً على طلب من دول عربية معتدلة، كما وصفتها الصحيفة.
الموقع الإسرائيلي أكد تسريبات سابقة تفيد بخشية دول عربية من خروج الأمور عن السيطرة في الضفة الغربية، وكذلك مع عدم استقرار الأوضاع بواشنطن التي تشهد احتجاجات واسعة ويعاني رئيسها من ضغوط كبيرة، على وقع استحقاق انتخابي جديد، فإن إسرائيل والولايات المتحدة قد اتفقتا على تطبيق خطة الضم ما بين شهري يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول المقبلين، بشكل تدريجي، وليس دفعة واحدة كما كان مُعداً سابقاً.
مصادر الموقع الإسرائيلي أشارت كذلك إلى أن مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أصبح على علم بذلك، وأن مسؤولين من الدول العربية قد نقلوا له التفاصيل الجديدة.
وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الشهر الماضي، أن منظمة التحرير الفلسطينية في حِلّ من الاتفاقيات مع إسرائيل والولايات المتحدة، إن قامت إسرائيل بتطبيق خطتها لضم الضفة الغربية.