أقر نيك كليغ، نائب رئيس فيسبوك للشؤون الدولية، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020، بتقصير الموقع خلال الانتخابات السياسية، كما كشف أن المحتوى المدعوم من روسيا وصل إلى نحو 126 مليون أمريكي، يأتي هذا في ظل الانتقادات التي وُجهت إلى روسيا باختراق الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
تصريح نائب رئيس فيسبوك للشؤون الدولية جاء خلال مقابلة له مع صحيفة "ديلي تلغراف"، الأربعاء، تحدَّث فيها عن اتخاذ الشركة مجموعة من القرارات الجديدة المرتبطة بالإعلانات السياسية خلال فترة الانتخابات.
قرار حاسم: وفق وكالة "فرانس برس"، الأربعاء، قررت شركة "فيسبوك" حظر إعلانات المؤسسات الإعلامية الرسمية الأجنبية خلال الانتخابات الأمريكية القادمة، إضافة إلى السماح للمستخدمين بإخفاء جميع الإعلانات السياسية المدفوعة.
تأتي هذه الخطوة في وقت يواجه فيه الموقع الأزرق ضغوطاً متزايدة بشأن مقاربته للتعامل مع الأخبار المضللة والمنشورات المثيرة، وضمن ذلك تلك التي تعود للرئيس دونالد ترامب، وأيضاً بعد الانتقادات التي لاحقته بغض الطرف عن التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
كليغ قال إن فيسبوك سوف "يحظر في الولايات المتحدة جميع الإعلانات من منظمات إعلامية رسمية من دول أخرى خلال فترة الانتخابات".
المسؤول نفسه كتب أن أي شخص ينشر إعلانات سياسية على المنصة يجب أن يحصل على تصريح مسبق يتيح له القيام بذلك، مشيراً الى أنه في الفترة ما بين مارس/آذار ومايو/أيار، أوقف فيسبوك "نشر أكثر من 750 ألف إعلان سياسي يستهدف الولايات المتحدة، لأن المعلن لم يكمل عملية نيل الترخيص".
كما أكد أيضاً أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يوظف الآن أكثر من 35 ألف شخص للعمل على قضايا السلامة والأمان، وهو ثلاثة أضعاف العدد قبل أربع سنوات.
مارك زوكربيرغ: في مقال منفصل بصحيفة "يو إس إيه توداي"، قال الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك" مارك زوكربيرغ، إنه يريد أن يسخّر الانتشار الواسع لموقعه من أجل الخير في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني".
اعتبر زوكربيرغ أن تهديد الديمقراطية "حقيقي ومستمر، لكن أنظمتنا باتت أكثر جاهزية لذلك من أي وقت مضى".
هذا، وأعلن فيسبوك إنشاء مركز معلومات جديد وضخم يحتوي على "معلومات رسمية، تشمل كيفية الاقتراع ومواعيده، بالإضافة إلى تفاصيل حول تسجيل الناخبين والتصويت بالبريد والتصويت المبكر".
كما لفت زوكربيرغ إلى أنه بالنسبة للمستخدمين الذين اتخذوا قرارهم "ويريدون فقط أن تنتهي الانتخابات"، فإن فيسبوك "يتيح لهم إيقاف مشاهدة الإعلانات السياسية".
سيبدأ طرح هذه الخاصية اعتباراً من 24 يونيو/حزيران، بحيث سيكون بإمكان المستخدمين إيقاف الإعلانات السياسية والانتخابية والاجتماعية على حساباتهم.
دعوة المرشح الرئاسي: هذا القرار يأتي بعد أيام قليلة من دعوةٍ وجهها المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن إلى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، من أجل التحقق من صدق إعلانات الساسة خلال الأسبوعين السابقين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني.
حسب وكالة "رويترز"، من بين ما تضمنته الرسالة أيضاًّ محو فيسبوك للمعلومات المغلوطة المنتشرة على نطاق واسع، وأن تكون هناك ضوابط واضحة "تطبَّق على الجميع وضمنهم دونالد ترامب، تمنع سلوك التهديد والكذب بشأن كيفية التصرف في أثناء الانتخابات".
من جانبها، قالت فيسبوك، في منشور بمدونة على الإنترنت، إنها ستواصل حماية الخطاب السياسي، وتضيف: "نعيش في ديمقراطية، حيث يقرر المسؤولون المنتخبون الضوابط المتعلقة بالحملات".
تزيد هذه الخطوة الضغط على فيسبوك، التي تعفي ما ينشره السياسيون من برنامجها للتحقق من المحتوى من جانب طرف ثالث؛ من أجل تغيير سياساتها حيال الإعلانات السياسية والخطاب السياسي.
الأسبوع الماضي أيضاً، تعهد زوكربيرغ بمراجعة سياسات المحتوى بعد أن تعرضت الشركة لانتقادات، بسبب عدم اتخاذها أي إجراء ضد منشور للرئيس الجمهوري ترامب صنفته شركة تويتر، المنافس الأصغر لـ"فيسبوك"، على أنه انتهاك لقواعدها.