لأول مرة منذ 35 عاماً.. بلومبيرغ: صادرات النفط السعودي لأمريكا تنخفض حتى مستوى شحنة واحدة خلال شهر كامل

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/16 الساعة 18:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/16 الساعة 18:18 بتوقيت غرينتش
شركة Motiva المملوكة للسعودية تعلق توسعاً بقيمة 6.6 مليار دولار في مجال البتروكيماويات ، صورة تعبيرية - رويترز

سجلت صادرات النفط السعودية إلى أمريكا، في شهر يونيو/حزيران 2020، أدنى انخفاض لها منذ ما يقارب 35 سنة، إذ لم تستورد الولايات المتحدة سوى شحنة واحدة من النفط السعودي خلال هذا الشهر، وهو الرقم الأدنى منذ عشرات السنين، ما مكّن الخام الأمريكي من استعادة بعض التوازن، وفق ما أكده خبراء لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الثلاثاء 16 يونيو/حزيران 2020.

تقرير الوكالة أكد أن الرياض لم تصدّر لواشنطن، شهر يونيو/حزيران 2020، سوى 133 ألف برميل، وهو ما يعادل عُشر ما كانت الرياض تصدّره لواشنطن "عندما كانت تُغرق السوق العالمية بالنفط في حرب الأسعار مع روسيا"، وفق تعبير الوكالة.

تراجع الصادرات: أمريتا سين، وهو كبير محللي النفط لدى شركة "إنيرجي أسبكتس ليمتد" الأمريكية، قال للوكالة إن النفط السعودي سيصل إلى أمريكا في الوقت الذي ستبدأ فيه المصافي المحلية في رفع معدلات الإنتاج واستمرار انخفاض الإنتاج المحلي، حينها ستضطر المصافي إلى الاستيراد من مكان آخر وخفض المخزون.

تقول الوكالة إنه من المؤكد أن العديد من الناقلات السعودية لم تحدد بعد وجهاتها النهائية، لكنّ عدداً كبيراً منها يتجه للسوق الأمريكية، ومع ذلك فإن الواقع حتى الآن هو أن طوفان النفط السعودي الذي هدد بإرباك المصافي الأمريكية يتضاءل. 

 "فيضان" النفط السعودي في أبريل/نيسان 2020، كان قد دفع  السياسيين الأمريكيين إلى تقديم شكوى بصوت عالٍ، مع نشر السيناتور تيد كروز، وهو جمهوري من تكساس، تغريدةً على حسابه الرسمي على "تويتر" قال فيها: "رسالتي إلى السعوديين: أعيدوا ناقلات الجحيم من حيث أتت".

في الجهة المقابلة، يقول مسؤولون في صناعة النفط السعودية، في تصريح للوكالة، إنه "من غير المرجح أن تعزز المملكة الشحنات إلى الولايات المتحدة في النصف الثاني من شهر يونيو/حزيران وحتى يوليو/تموز 2020″، فمن خلال خفض صادرات الخام الأمريكية يمكن للسعوديين التأثير على سوق النفط.

وقد أثر إغراق السعودية لأمريكا بالنفط الخام على الأسعار العالمية، بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق مع شركائها في أوبك+ لخفض الإنتاج.

عام 2019 وبداية 2020 شحنت المملكة العربية السعودية كمية أقل نسبياً من الخام إلى أمريكا، بمتوسط يصل إلى حوالي 475000 برميل يومياً، وفقاً لبيانات الحكومة الأمريكية، لكن ذلك تغير في أبريل/نيسان، مع بدء "حرب الأسعار".

يستغرق الخام السعودي حوالي 45 يوماً للوصول إلى خليج المكسيك الأمريكي والساحل الغربي الأمريكي، لذا لم يكن تأثير فيضان الصادرات في أبريل/نيسان واضحاً حتى أواخر مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران، عندما قفزت واردات الولايات المتحدة من الخام السعودي إلى حوالي 1.5 مليون برميل في يوم. مع قيام الناقلات السعودية بتفريغ حمولتها ارتفعت مخزونات الخام الأمريكية إلى مستوى قياسي.

أزمة كورونا: في أوائل أبريل/نيسان، بمجرد أن أصبح الدمار الذي أحدثته جائحة كورونا على الطلب على النفط واضحاً، وضع تحالف أوبك+ خلافاته جانباً، وشرع في تخفيضات قياسية في الإنتاج.

أظهرت بيانات تتبع الناقلات أن الرياض خفضت شحنات النفط إلى الولايات المتحدة إلى 645 ألف برميل يومياً في مايو/أيار. سيظهر هذا الانخفاض في النصف الثاني من يونيو/حزيران وأوائل يوليو/تموز، مع وصول السفن إلى السواحل الأمريكية.

سيظهر الانخفاض الإضافي في الصادرات في النصف الأول من يونيو/حزيران وفي النصف الثاني من يوليو/تموز.

 إلى 10 يونيو/حزيران، تلقت الولايات المتحدة ما يقرب من 10 ملايين برميل من الخام السعودي، مقارنة بـ16.9 مليون برميل طوال يونيو/حزيران من العام الماضي، وفقاً لبيانات الجمارك الأمريكية التي جمعتها بلومبيرغ وأرقام من إدارة معلومات الطاقة.

بالإضافة إلى خفض الشحنات الأمريكية، خفضت المملكة هذا الشهر الصادرات إلى الصين إلى حوالي 1.3 مليون برميل يومياً حتى 15 يونيو/حزيران، مقارنةً بنحو 2 مليون في المتوسط في مايو/أيار، فيما زادت الصادرات إلى الهند واليابان حتى الآن.

تحميل المزيد