قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، السبت 13 يونيو/حزيران 2020، إنه ما زال أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة جيدة لإعادة انتخابه بفضل قاعدة دعمه القوية، على الرغم من تراجع التأييد له في الأشهر الأخيرة، بسبب الاحتجاجات التي غزت جل الولايات الأمريكية، بعد مقتل جورد فلويد المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، على يد شرطي أبيض، والانتقادات التي طالت سياساته بخصوص التمييز العنصري.
ظريف، وفي مقابلة له على موقع إنستغرام مع الصحفي الإيراني فريد مدرسي والتي تمثل أول مقابلة من نوعها مع مسؤول كبير في الجمهورية الإسلامية، صرح بأن "أكبر خطأ في العلوم الإنسانية هو التنبؤ، خاصة في الظروف غير المستقرة والخطيرة، لكن اسمحوا لي أن أتوقع أن فرص إعادة انتخاب السيد ترامب لا تزال أكثر من 50٪".
قاعدة لا تتحرك: يعتقد ظريف، وفق ما صرح به في هذه المقابلة المباشرة، بأن "السيد ترامب لديه قاعدة تتراوح بين 30 و35٪ لم تتحرك، وبما أن هذه القاعدة لم تتحرك، فلا تزال هناك فرصة لإعادة انتخابه".
المسؤول الإيراني البارز، أقر أيضاً بأن فرصة ترامب "تراجعت بشكل خطير مقارنة بما كان عليه الحال قبل ما بين أربعة وخمسة أشهر".
عكس الاستطلاعات: تصريحات ظريف، لا تنسجم تماماً مع عدد من التقارير والاستطلاعات التي أجرتها مجموعة من وسائل الإعلام الأمريكية، بالإضافة إلى وكالات أنباء عالمية، والتي أكدت جميعها بأن شعبية ساكن البيت الأبيض تراجعت بشكل كبير، وخدمت مصلحة منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وكالة "رويرز"، أجرت استطلاعاً، الأسبوع الجاري، توصلت نتائجه إلى اتساع فارق تفوق بايدن على ترامب وسط الناخبين المسجلة أسماؤهم إلى عشر نقاط مئوية، وهو أكبر هامش يُسجل منذ أن أصبح بايدن المرشح المفترض للحزب الديمقراطي في مطلع أبريل/نيسان.
أظهر الاستطلاع أن 47% من الناخبين المسجلين يعتزمون دعم بايدن في انتخابات الرئاسة، فيما عبر 37% عن تفضيلهم لترامب.
وأُجري استطلاع رويترز/إبسوس بخصوص الاحتجاجات عبر الإنترنت وباللغة الإنجليزية على مستوى الولايات المتحدة بمشاركة 1004 أمريكيين بالغين. ويبلغ هامش الخطأ فيه أربع نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان.
رويترز/إبسوس أجرت الاستطلاع الآخر بخصوص انتخابات الرئاسة الأمريكية بمشاركة 1113 أمريكياً بالغاً، وبلغ هامش الخطأ فيه ثلاث نقاط مئوية بالزيادة أو النقصان.
جدير ذكره، أن استطلاعاً آخر للرأي أجرته رويترز/إبسوس، الثلاثاء، أكد أن معظم الأمريكيين يتعاطفون مع احتجاجات تعم البلاد سخطاً على وفاة رجل أسود، بعدما جثم شرطي بركبته على رقبته، ويرفضون رد فعل الرئيس دونالد ترامب على الاضطرابات.
توصل الاستطلاع إلى أن 64% من الأمريكيين البالغين "يتعاطفون مع من يخرجون للتظاهر في الوقت الحالي" فيما قالت نسبة 27% منهم إنها لا تشعر بالتعاطف مع المحتجين، وقال تسعة% إنهم غير متأكدين.
الاتفاق بين طهران وواشنطن؟ اتخذت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة منعطفاً نحو الأسوأ منذ أن سحب ترامب العام الماضي، واشنطن من الاتفاق النووي وأعاد فرض عقوبات أصابت اقتصاد طهران بالشلل. وردت إيران بتقليص التزاماتها بموجب هذا الاتفاق تدريجياً.
قال ترامب هذا الشهر إن الزعماء الإيرانيين سيكونون مخطئين إذا توقعوا هزيمته في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
ففي تغريدة له على "تيوتر" وجه فيها حديثه إلى إيران، قال ترامب "لا تنتظروا الانتخابات الأمريكية لإبرام صفقة كبرى. سأفوز فيها وستبرمون صفقة أفضل الآن!".
فيما ردت وزارة الخارجية الإيرانية بأن إيران لن تبني سياساتها على شؤون داخلية للولايات المتحدة مثل الانتخابات.
ظريف، قال في هذه المقابلة، إن ترامب نفسه توصل على الأرجح إلى نتيجة مفادها أن سياسات "الضغوط القصوى" ضد إيران قد باءت بالفشل.
وكما أضاف "لا أعتقد أن ترامب لا يزال يعتقد بصحة الحديث عن أن الجمهورية الإسلامية على وشك الانهيار.. لكنه يواصل تكرار أخطائه. يبدو أنهم (المسؤولون الأمريكيون) يعرفون أنهم ارتكبوا أخطاء لكنهم لا يعرفون كيفية تصحيحها".