نظمت الشرطة الفرنسية احتجاجات في عدة مدن بأنحاء البلاد للاعتراض على حظر استخدام تقييد الرقبة كأسلوب لاحتجاز المشتبه بهم الذي فرضته الحكومة استجابة للغضب الشعبي المتصاعد تضامناً مع وفاة الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد شرطي خلال الاعتقال.
الشرطة تعترض: احتجاجات عناصر الأجهزة الأمنية جاءت بعد اجتماع بين نقابات العاملين في الشرطة ووزير الداخلية كريستوف كاستانير، ادعت فيه النقابات أن أسلوب الاحتجاز بتقييد الرقبة أنقذ أرواحاً، وهو أسلوب يحتاجه ضباط الشرطة لحين العثور على بديل ملائم.
فابيان فانملريتش، من الاتحاد الوطني للشرطة، قال في تصريح بعد الاجتماع إن النقابات أبلغت الوزير أن "الشرطة ليست مسؤولة عن كافة شرور المجتمع"، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
احتجاجات: في باريس أوقفت نقابات العاملين بالشرطة عشرات من سياراتها أمام قوس النصر قبل التحرك في مسيرة عبر طريق الشانزليزيه. ورفعت إحدى السيارات لافتة كُتب عليها "لا شرطة، لا سلام"، وحملت أخرى رسوماً توضيحية لإصابات أفراد من الشرطة هوجموا أثناء أداء مهامهم مصحوبة بعبارة "منَ يقتل منَ؟".
وفي ضاحية بوبيني بباريس، اصطف أفراد الشرطة في وقت متأخر مساء الخميس أمام مركز للشرطة وألقوا الأغلال التي بحوزتهم على الأرض.
أما في ليون فقد أوقفت الشرطة سياراتها حول قصر بيلكور في وسط المدينة.
تأتي هذه الإجراءات بعد موجة من الغضب اجتاحت أنحاء العالم على إثر وفاة الأمريكي جورج فلويد، بعدما جثم ضابط شرطة أبيض بركبته على رقبته لأكثر من ثماني دقائق، في ولاية مينيسوتا الأمريكية.
إهانة الشرطة: ورغم الاتهامات الموجهة للشرطة الأمريكية باستخدام العنف غير المبرر خلال الاعتقال وخصوصاً مع أصحاب البشرة السوداء، حاول رئيس اتحاد شرطة ولاية نيويورك انتقاد المشرعين ووسائل الإعلام الذين تعاملوا مع رجال الشرطة كأنهم "حيوانات وبلطجية"، وأهانوا مهنة الشرطة نفسها، على حد قوله.
مايك أوميرا، رئيس الرابطة الخيرية لشرطة نيويورك، قال أمام مجموعة كبيرة من ضباط الشرطة في مؤتمر صحفي، إن هناك نحو 375 مليون عملية تفاعل بين الجمهور والشرطة كل عام، وكلها كانت "إيجابية للغاية"، حسبما نقلت صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء.
كما قال: "أنا لست مثل ديريك تشوفين، ورجال الشرطة الآخرون ليسوا كذلك"، في إشارة إلى ضابط شرطة مينيابوليس الذي قتل جورج فلويد. وأضاف: "لقد قام تشوفين بقتل شخص، لكننا لم نفعل ذلك. إننا حريصون على عدم فعل ذلك".
الحوادث تتكرر: ولكن المؤتمر الصحفي بمدينة نيويورك جاء بعد حادثة وقعت في مدينة بوفالو، سقط فيها مارتن غوغينو البالغ من العمر 75 عاماً، وأصيب في الرأس بعد اشتباك مع ضابطين.
انتشرت مقاطع الفيديو الخاصة بالحادث، واتُّهم الضابطان روبرت مكابي وآرون تورجالسكي بالاعتداء من الدرجة الثانية في عطلة نهاية الأسبوع، حيث تم تعليق عملهما بالفعل. ولم يذكر أوميرا الحادث في ملاحظاته.
وبعد 15 يوماً من الاحتجاجات التي عمت ولايات أمريكية عدة على خلفية مقتل فلويد وعنف الشرطة، خفت المظاهرات ولكن تبعاتها السياسية ما زالت مستمرة، فالكونغرس الأمريكي يشهد تشريعاً شاملاً أطلقه نواب ديمقراطيون يهدف لمكافحة العنف والظلم العنصري الذي ترتكبه الشرطة.