ستستفيد منها دول عربية.. ترامب يعتزم إعادة تفسير اتفاقية أسلحة تعود إلى الحرب الباردة

تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تفسير اتفاقية للأسلحة، تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وقعت عليها 34 دولة بهدف السماح لمتعاقدي الدفاع الأمريكيين بالتوسع في مبيعات الطائرات المسيَّرة .

عربي بوست
تم النشر: 2020/06/12 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/12 الساعة 16:20 بتوقيت غرينتش
ترامب بين "جنوده" في أفغانستان / رويترز

تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة تفسير اتفاقية للأسلحة، تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وقعت عليها 34 دولة بهدف السماح لمتعاقدي الدفاع الأمريكيين بالتوسع في مبيعات الطائرات المسيَّرة الأمريكية إلى مجموعة كبيرة من الدول، حسبما قال ثلاثة من المديرين التنفيذيين في مجال صناعة الدفاع ومسؤول أمريكي لـ"رويترز".

دول عربية تستفيد من القرار: قال المسؤول الأمريكي ومسؤول سابق وأحد المديرين التنفيذيين، إن هذا التغيير في السياسة، الذي لم ترد بشأنه تقارير من قبل، يمكن أن يفتح الباب أمام مبيعات الطائرات المسيَّرة الأمريكية لحكومات أقل استقراراً مثل الأردن والإمارات اللتين كانتا ممنوعتين في السابق من شرائها، بموجب الاتفاقية المسماة (نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف) والتي مضى عليها 33 عاماً. 

قال المسؤول الأمريكي، وهو على دراية واطلاع مباشر على هذا التغيير في السياسة، إن هذا قد يقوض أيضاً الامتثال القائم منذ أمد طويل لأحكام الاتفاقية من قبل دولٍ مثل روسيا.

تأتي إعادة تفسير نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف في إطار جهد أوسع تقوم به إدارة ترامب لزيادة مبيعات الأسلحة في الخارج. فقد أدخلت الإدارة تعديلات كبيرة على قسم كبير من اللوائح المنظمة لتصدير السلاح، وسحبت البلاد من معاهدات دولية خاصة بالتسلح، من ضمنها معاهدة القوى النووية متوسطة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة.

البحث عن أسواق جديدة: من شأن تجاوز الاتفاقية أن يسمح لمتعاقدي الدفاع الأمريكيين مثل شركة "جنرال أتوميكس أيرونوتيكال سيستمز" ومؤسسة "نورثروب جروما باقتحام أسواق جديدة تغرقها حالياً عروض أقل تطوراً من قِبل الصين وإسرائيل، وهما ليستا من الدول المشاركة في اتفاقية نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف.

وأحجمت هايدي جرانت، مديرة إدارة أمن تكنولوجيا الدفاع في البنتاغون، عن التعليق على التغيير المرتقب في السياسة فيما يتعلق بنظام مراقبة تكنولوجيا القذائف، لكنها قالت إن الجيش الأمريكي يرغب في أن يرى توسعاً في مبيعات الطائرات المسيَّرة ليشمل مزيداً من الدول. وقالت إن مثل هذه المبيعات ستعزز جيوش الحلفاء وتحل محل مبيعات الطائرات المسيَّرة من دول أخرى.

وقالت لـ"رويترز": "إذا لم نتمكن من تلبية الطلب المتزايد، فسوف نكون كمن يرتكبون حماقة إلحاق الضرر بأنفسهم".

أضافت أن الطائرات المسيرة ستساعد الحلفاء في مكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود، ووقف التهديدات بشكل عام قبل وصولها إلى الولايات المتحدة. ورفضت جرانت الإفصاح عن الدول التي يعتقد البنتاغون أنها يجب أن تحصل على مزيد من الأسلحة الأمريكية.

ورفضت وزارة الخارجية، صاحبة القرار النهائي والقول الفصل بشأن مبيعات الطائرات من دون طيار، التعليق على التغيير في السياسة. ورفض البيت الأبيض أيضاً الإدلاء بأي تعليق.

بداية بيع الطائرات المسيَّرة: قال المسؤول الأمريكي والمديرون التنفيذيون في الصناعة، إن الوكالات الأمريكية، ومن ضمنها وزارات التجارة والطاقة والعدل والأمن الداخلي، وافقت على التغيير في مايو/أيار، ومن المتوقع أن توافق وزارة الخارجية على أول مبيعات للطائرات المسيَّرة، بموجب التفسير الجديد، في أقرب وقت، هذا الصيف. وأضافوا أن الإدارة الأمريكية أخطرت بالفعل "نورثروب جرومان" و"جنرال أتوميكس"، وهما صانعتا الطائرات الأمريكيتان الرئيسيتان، بخططها.

وقال أحد المديرين التنفيذيين ومسؤول أمريكي سابق، على دراية بالمناقشات الداخلية حول السياسة، إنه من المقرر أن يقوم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بمراجعة هذا التغيير في اجتماعه في 16 يونيو/حزيران. ومن المتوقع أن يدعم المجلس تغيير السياسة ويناقش إعلاناً محتملاً للبيت الأبيض .

النزاعات العالمية: تمضي إدارة ترامب قدماً في تعديل سياسة تصدير الطائرات المسيَّرة، تحت ضغط من المصنِّعين الأمريكيين، على الرغم من اعتراضات المدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يحذرون من خطر تأجيج عدم الاستقرار في المناطق الساخنة وضمن ذلك الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

قالت راشيل ستوهل، خبيرة الأسلحة في مركز ستيمسون بواشنطن، وهو مركز أبحاث يركز على القضايا الأمنية التي تتنافى مع انتشار الأسلحة، إن التوسع في مبيعات الطائرات المسيرة المسلحة يمكن أن يزيد من النزاعات العالمية.

كما أضافت: "بمجرد أن تخرج من نطاق السيطرة الأمريكية، نفقد قدرتنا على التأثير فيما يتعلق بالطريقة التي تُستخدم بها والمكان الذي تستخدم فيه".

تحميل المزيد