علّقت تركيا، الثلاثاء 9 يونيو/حزيران 2020، على وصف دار الإفتاء المصرية لفتح القسطنطينية بـ"الاحتلال العثماني"، ووصفت تلك التصريحات بأنها "مؤسفة وقبيحة"، وتخالف المعتقدات والأخلاق الإسلامية والحقائق التاريخية، وذلك في تصعيد كلامي بين أنقرة والقاهرة.
إدانة للتصريحات المصرية: جاء الرد التركي وهو الأول على لسان رئيس الشؤون الدينية في تركيا، علي أرباش، وبحسب بيان صادر عن الرئاسة، استنكر أرباش الوصف المصري، مؤكداً أن فتح القسطنطينية هو "نتيجة صراع من أجل الحرية والعدالة والرحمة"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
أضاف أرباش أن "الفتح يعبر عن المثالية والأخلاق العظيمة في الفكر الإسلامي، وأن غزو إسطنبول وهو فتح سعيد، كان من نصيب السلطان محمد الفاتح وتنبأ به نبينا الحبيب الرسول (صلى الله عليه وسلم) في حديثه الشريف".
كذلك أشار إلى أن هدف السلطان الفاتح "كان إدخال مبادئ الإسلام المشرقة والسلام والعدالة والرحمة، وبعده، تعيش الأعراق والأديان المختلفة في سلم وسلام في إسطنبول، مركز الحضارة النموذجي".
تابع أرباش في البيان: "أنتظر من مسؤولي الدولة استيفاء المتطلبات القانونية والأخلاقية لهذا التزييف للحقائق المُشوه للذاكرة المشتركة للمسلمين على وجه الأرض وإلا سيُدانون تاريخياً".
تصريحات أثارت الغضب: كانت دار الإفتاء المصرية قد أثارت غضباً وسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي، عندما هاجمت تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، ووصفت الفتح الإسلامي لمدينة القسطنطينية (إسطنبول) في منشور على صفحتها بـ"فيسبوك"، بـ"الاحتلال العثماني".
تراجعت بعد ذلك دار الإفتاء بعد تعرضها لوابل من الاستنكار، وقالت في منشور ثانٍ إن "الفتح العظيم تم على يد السلطان العثماني الصوفي العظيم محمد الفاتح، أما أردوغان فلا صلة له بمحمد الفاتح"، وقالت وكالة الأناضول إن تراجع دار الإفتاء "يثبت أن الغاية من منشورها عن الفتح العظيم، هو النيل فقط من القيادة التركية والرئيس أردوغان شخصياً".
في هذا السياق، كانت دار الإفتاء المصرية قد هاجمت الرئيس التركي في بيانها، وقالت إنه "يستخدم ورقة المساجد في الداخل التركي، بهدف المكاسب السياسية وإنقاذ شعبيته المترنحة نتيجة وباء كورونا والانهيار الاقتصادي لبلاده"، بحسب تعبيرها.
يُشار إلى أن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محي الدين القره داغي، قال الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020، إن "وصف فتح القسطنطينية بالاحتلال العثماني يعتبر انحداراً وانحطاطاً خطيراً وفجوراً في الخصومة ووصمة عار في جبين دار الإفتاء المصرية".
أضاف القره داغي في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك: "لقد وصف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذلك الفتح فقال: نِعم الأمير أميرها ونِعم الجيش ذلك الجيش (…) هذه المهزلة دليلٌ على تسييس كافة المؤسسات الدينية في مصر".