أشعلت قصة طفلة باكستانية تعمل خادمة لدى إحدى العائلات الغنية في حي راوالبيندي بالقرب من إسلام أباد، في الأيام القليلة الماضية، مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، بعد مقتلها على يد أصحاب المنزل، الذي كانت تعمل به، لمساعدتها "ببغاوات" باهظة الثمن على الهروب من القفص.
تفاصيل الحادثة: وقبل أيام نقلت مواقع إخبارية محلية وعالمية عن مصادر أمنية أن الطفلة زهرة شاه، التي تبلغ 8 سنوات، والتي كانت تتردد على العائلة لخدمة الزوجين وابنهما الصغير مجاناً مقابل التكفل بتعليمها، قامت بتحرير زوج من طيور الببغاء، الذي كانت تقتنيه الأسرة أثناء غيابها.
وعندما عاد الزوجان للمنزل، وجدا أن الببغاوات ليست موجودة في القفص، فتهجما على زهرة بالضرب المبرح، ما أدى إلى نزيفها وأفضى إلى موتها.
فيما قالت الشرطة إن زهرة ماتت متأثرة بجراحها بعد تلقّي العلاج في مستشفى "بيجوم أختار روخسانا" التذكاري بالمدينة.
ضابط الشرطة مختار أحمد، الذي حقق في القضية، قال لوسائل الإعلام: "لقد اعتقلنا الزوجين واعترفا بجريمتهما وجرى إرسالهما رهن الحبس الاحتياطي لمدة أربعة أيام".
غضب على مواقع التواصل الاجتماعي: وفاة الطفلة زهرة أحدثت ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسلطت الضوء على عمالة الأطفال حول العالم، إذا طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة حماية الأطفال من هذه التجاوزات التي أصبحت تودي بحياتهم.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلوا مع قصة زهرة وأطلقوا وسم "العدالة لزهرة خان" الذي أصبح يتصدر قائمة الأكثر بحثاً على تويتر حول العالم، كما أبدى مستخدو تويتر دعمهم لقضية الطفلة، وطالبوا بحقها ومعاقبة قاتليها.
المستخدم عمر بن الخطاب علّق على الحادثة قائلاً: "حسبنا الله ونعم الوكيل يا أخي، دنيا عجيبة، مات الضمير، عشان ببغاء أزهقوا نفس محرمة، والله شيء مؤلم، وياما شُفنا، بس خرب جوي ع الصبح".
فيما قالت المستخدمة هند: "لأنها سجينة شافت الببغاء مثلها وأطلقت سراحه، حبيبتي الصغيرة في الجنة تكون طير بدل وحوش الدنيا، آه الفقر والحاجة اللي تخلي الناس يبعدون عنهم أطفالهم بها العمر للعمل، الله يلطف بنا".
أما المستخدم عساف فكتب على تويتر: "زهرة شاه.. حرية ثمنها الموت.. زهرة، الطفلة الباكستانية ذات الثماني سنوات، دفعت حياتها بعد أن تم الاعتداء عليها ثمناً لحرية 4 من طيور الببغاء".
المستخدم sadeem قال معلقاً على مقتل زهرة: "ارقدي بسلام صغيرتي، لم نكن نعلم أن تحرير الطيور يمكن أن يكون جريمة".
عمالة الأطفال: يأتي هذا في وقت يضطر فيه الأطفال في باكستان للعمل، وتجبر العائلات على الموافقة على عمالتهم كخدم في المنازل لدى الأثرياء، بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية، فبحسب تقرير صدر عن جمعية حقوق الإنسان الباكستانية في 2018، فهناك نحو 12 مليون حالة لعمالة الأطفال في البلاد، دون أن تمتلك باكستان تشريعات تحدد السن الأدنى للعمل، تمنع قوانينها عمل الأطفال كخدم منازل.