أودعت الشرطة الألمانية رجلاً في السجن، بعد أن أعلن على شبكة الإنترنت أنه يعتزم تنفيذ هجوم ضد مسلمين، على غرار الهجوم على مسجدين في كرايستشيرش في نيوزيلندا، والذي أودى بحياة العشرات من المصلين، وعثرت الشرطة على ما يُعتقد أنها تحضيرات لما قبل شن الهجوم في ألمانيا.
أسلحة وأفكار للمتطرفين: المكتب المركزي لمكافحة الإرهاب قال، الإثنين 8 يونيو/حزيران 2020، إن المشتبه به والبالغ من العمر 21 عاماً دخل السجن يوم السبت الفائت بعد اعتقاله في هيلدسهايم في ساكسونيا السفلى.
أوضح المكتب، في بيان، أنه عثر في منزله على أسلحة "قد يكون تم شراؤها لتنفيذ مخططه بشن هجوم"، مضيفاً أن الشاب أراد تنفيذ هجومه بنفس طريقة مهاجمة المسجدين في نيوزيلندا عام 2019، وأودى بحياة 51 شخصاً.
كذلك عثر محققو الشرطة في أجهزته الإلكترونية على "ملفات ذات محتوى يميني متطرف"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الإثنين.
قلق من المتطرفين: تعتبر السلطات الألمانية إرهاب اليمين المتطرف التهديد الأول لأمن البلاد، وكانت قد وقعت هجمات عدة في الأشهر الماضية، ففي يونيو/حزيران 2019 اغتيل نائب محافظ مؤيد لاستقبال مهاجرين، في منزله، والمشتبه به قريب من أوساط النازيين الجدد.
كذلك في أكتوبر/تشرين الأول 2019 يوم عيد الغفران حاول رجل قريب من اليمين المتطرف الدخول إلى كنيس في هال لتنفيذ هجوم، وعندما فشل في ذلك قتل امرأة وموظف مطعم قبل أن يعتقل.
وفي فبراير/شباط الماضي في هاناو قرب فرانكفورت قتل رجل تسعة أشخاص جميعهم أجانب في إطلاق نار مزدوج على حانات لتدخين الشيشة قبل أن ينتحر. وتم إفشال هجمات أخرى مماثلة عدة في الأشهر الماضية.
مخططات لاستهداف مسلمين: يأتي إحباط الشرطة الألمانية لهجوم الشاب على المسلمين، بعد إحباط مخطط مشابه لكنه أكبر في شهر فبراير/شباط 2020، عندما كشفت السلطات مخططات "مرعبة"، تضمنت تنفيذ هجمات على مساجد وسياسيين ولاجئين في البلاد، أعدّتها مجموعة من اليمين المتطرف، وأرادت الاحتذاء بمجزرة كرايستشيرش في نيوزيلندا.
حينها كشفت الحكومة أن السلطات أوقفت يوم الجمعة 14 فبراير/شباط 2020، 12 شخصاً في مناطق عدة من ألمانيا، ينتمون إلى مجموعة صغيرة من اليمين المتطرف، وتم وضعهم رهن التحقيق بشبهة التحضير لهجمات.
يُشتبه بأن الموقوفين كانوا يخططون لاستهداف ستة مساجد على الأقل خلال الصلاة، في حديثها لوسائل إعلام، قالت مصادر أمنية في ألمانيا إن المحققين عثروا على فؤوس وسيوف وأسلحة نارية خلال مداهمة منزل تستخدمه المجموعة، مشيرةً إلى ضرورة التعامل مع مشروع المجموعة "بجدية كاملة".
كشفت التحقيقات أيضاً أنه بجانب نية المجموعة استهداف المساجد، فإنهم خططوا أيضاً لاستهداف سياسيين وطالبي لجوء، وقالت وكالة الأنباء الألمانية، نقلاً عن مصادر أمنية، إن "الهجمات كانت تهدف إلى إحلال ظروف أقرب إلى الحرب الأهلية، وزعزعة النظام العام".