قال موقع politico الأمريكي، الخميس 6 مايو/أيار 2020، إن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قد خاطر بإمكانية تهميشه أو حتى استبداله من إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد رفضه مقترح الأخير إنزال الجيش لقمع الاحتجاجات المستمرة عقب مقتل جورج فلويد.
الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير راضٍ عن وزير الدفاع مارك إسبر، في حين تدور أحاديث بين المساعدين عن المرشح لشغل منصبه.
مسؤولون في الإدارة وأشخاص مقربون من دوائر البيت الأبيض قالوا إن موظفين بالبيت الأبيض بدأوا خلال الأيام الماضية، جمع قائمة من المرشحين المحتملين لتولي وزارة الدفاع إذا قرر ترامب إقالة إسبر.
قالت المصادر إن وزير الجيش، رايان مكارثي، جاء على رأس المرشحين في تلك القائمة، ومكارثي كان الخيار الثاني بعد إسبر بقائمة المرشحين لمنصب وزير الدفاع قبل تولي إسبر المنصب الصيف الماضي.
كما أشارت المصادر إلى مرشح محتمل آخر، هو السيناتور الجمهوري توم كوتون، حليف ترامب، وكان مرشحاً سابقاً للمنصب أيضاً.
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن وزير الدفاع المحاصر قد يكون في طريقه إلى عقوبة لطالما استخدمها ترامب واتسمت بها فترة رئاسته، وهي التهميش من داخل الإدارة.
مستقبل إسبر أصبح موضعاً للتساؤل، بعد أن عارض ترامب، الأربعاء 3 يونيو/حزيران، عقب دعوته إلى استدعاء الجيش لقمع الاحتجاجات التي عمّت ولايات مختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
أسلوب عمل: مصادر في إدارة ترامب قالت للصحيفة، إن إسبر يمكن أن يواجه المعاملة الباردة والتهميش في الفترة القادمة، وهو مصير أصاب عديداً من المستشارين ووزاراء الحكومة الذين عارضوا ترامب، من المدعي العام السابق جيف سيشنز إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى مستشاري الأمن القومي إتش آر ماكماستر وجون بولتون، وليس نهاية بكل رئيس أركان سابق أقاله ترامب، إذ قبل أسابيع أو أشهر من مغادرتهم الإدارة فعلياً، عمد ترامب ببساطة إلى إقصائهم عن القرارات الرئيسية بعد أن فقد أمله فيهم.
كاتب الخطابات لوزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، جاي سنودجراس، أكد في حديثه، أن تهميش المستشارين الذين يخالفونه هو ببساطةٍ إحدى سمات "أسلوب عمل" ترامب.
ولم يُبدِ المتحدث باسم البيت الأبيض، هوجان جيدلي، حماسةً كبيرة للدفاع عن إسبر، اليوم الماضي. إذ عندما سُئل عما إذا كان ترامب فقد الثقة بوزير الدفاع، حيث أعطى جيدلي إجابة غامضة، قائلاً: "كما تعلمون، عندما يفقد الرئيس الثقة -إذا فقد الثقة- فإنكم ستعرفون ذلك".
كانت هذه هي المرة الثانية في غضون أيام، التي رفض فيها أحد المتحدثين باسم البيت الأبيض إبداء أي دعم أو دفاع عن إسبر. إذ عندما سأل الصحفيون، الأربعاء، عما إذا كان ترامب لا تزال لديه ثقة برئيس البنتاغون، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكناني: "حتى الآن، لا يزال إسبر وزيراً للدفاع. وفيما يتعلق بما إذا كان الرئيس فقد إيمانه به، فسنعرف جميعاً ذلك في المستقبل".
مع ذلك، ففي حال لم يكن إسبر في طريقه لمغادرة منصبه حتى الآن، فإن أسباب ذلك قد تكون أسباباً عملية في المقام الأول. فالانتخابات الرئاسية على بُعد خمسة أشهر فحسب، لذلك من غير المرجح أن ترغب الإدارة في محاولة الدفع بمرشح جديد في الحكومة من خلال مجلس الشيوخ.
في الوقت نفسه، فإن الانطباع العام الذي سينجم عن إقالة وزير الدفاع وسط الأزمات المتلاحقة المتعلقة بحالة الطوارئ الصحية العامة والاحتجاجات التي تعم البلاد، لن يكون انطباعاً جيداً.
داعمون أقوياء: ومع ذلك، فإن هناك داعمين لإسبر لن يقبلوا بإقالته دون مقاومة. ومنهم شخصان على علاقة بإسبر كانا برفقته في "أكاديمية ويست بوينت العسكرية"، أحدهما ديفيد أوربان، وهو مستشار كبير سابق لحملة ترامب عام 2016، والآخر وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو، الذي حث ترامب على إبقاء زميله السابق، على رأس البنتاغون، وفقاً لشخصين مقربين من البيت الأبيض. إضافة إلى أعضاء جمهوريين آخرين في مجلس الشيوخ ناشدوا ترامب عدم إقالة وزير الدفاع.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد هدد بتدخل الجيش لإيقاف الاحتجاجات الأمريكية التي شملت ولايات واسعة ووصلت إلى البيت الأبيض؛ وذلك احتجاجاً على مقتل رجل من ذوي البشرة السوداء في أثناء اعتقاله قبل ثلاثة أسابيع.