قال المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد محمد قنونو، إن القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر تلقت هزيمة وصفها بالنكراء والمُذلة، وأضاف في كلمة، الخميس 4 يونيو/حزيران 2020، أن قادة المتمردين تخلوا عن مقاتليهم على الأرض، و"لا يزالون يغررون بهم، بينما هم جالسون في مكاتبهم".
تصريحات المسؤول العسكري الليبي تأتي بعد أن نجحت قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في تحرير كامل للعاصمة طرابلس، وطرد القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر بعد أكثر من عام على الهجوم الذي بدأه على طرابلس.
جرائم حفتر بحق الليبيين: المتحدث باسم الجيش الليبي قال إنه لأكثر من 14 شهراً "صبرت قواتنا ورابطت، انتُهكت الحرمات وقُتل النساء والأطفال والعجائز الآمنين في بيوتهم، كما قُطعت الطرق وخُطف المواطنون على الهوية، دُمّرت منازل المواطنين والممتلكات العامة، قُصفنا بآلاف الغارات الجوية المحلية والأجنبية".
كما أشار إلى أن ميليشيا حفتر استهدفت المستشفيات والمدارس والمطارات والموانئ، كما "نُكّل بالجثث، ووُصفنا بالخوارج وبأننا عصابات إرهابية، وبُث خطاب كراهية داعٍ إلى العنف، وخلقت الفتنة بين المدن والمناطق والقبائل الليبية"، يوضح قنونو.
قنونو قال أيضاً إن آلاف الشباب الليبيين قُتلوا، وهناك عشرات الآلاف بين مبتور ومصاب بالشلل وجريح، "كل ذلك لأجل عجوز خرِف، مهووس هو وأولاده وعائلته، حالمين بحكم الليبيين"، يضيف المسؤول العسكري الليبي.
التدخل التركي: بخصوص التدخل التركي في ليبيا، قال قنونو إنه عندما يتم الحديث عن التدخل التركي وتكرار هذا الادعاء، يوضح قائلاً: "طيلة ثمانية أشهر ونحن نصد العدوان على العاصمة من قِبل مرتزقة الجماعات الدارفورية ومرتزقة فاغنر وبطائرات مسيَّرة إماراتية ومدرعات من مصر والأردن وصواريخ فرنسا وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص".
أضاف أن القوات الشرعية كانت تصد العدوان بينما كان العالم يتفرج على الجرائم التي تُرتكب بحق الليبيين، بعد الأشهر الثمانية الأولى، يوضح المتحدث باسم الجيش الليبي، توجهت حكومة الوفاق الوطني بشكل قانوني ورسمي وأمام أنظار العالم لتوقيع اتفاقية مع الدولة التركية وبشكل شرعي، "وقدمت لنا التدريب والدعم".
كما أشار إلى أن الحكومة الليبية كان عليها التزام قانوني وأخلاقي وشرعي لحماية مواطنيها ووطنها وهذا ما قامت به.
ألغام تمنع الأهالي من العودة: من جهة أخرى، دعا قنونو أهالي جنوب طرابلس إلى عدم الاستعجال في العودة إلى منازلهم، بسبب ما أقدم عليه مرتزقة حفتر بزرع الألغام في منازل الأهالي، مشيراً إلى أن هدف هذه الميليشيات الإجرامية هو القتل.
كما أكد أنَّ فرق إزالة الألغام تعمل بكل جدية لتفكيك الألغام؛ لضمان عودة آمنة للجميع.
حصار ترهونة: إلى ذلك، بدأ الجيش الليبي، الخميس، فرض حصار على مدينة ترهونة، على بُعد 90 كم جنوب شرقي العاصمة طرابلس، في حين غادرت "أغلب" ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدينة نحو الجنوب، بحسب متحدث عسكري حكومي.
قال المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب"، مصطفى المجعي، لـ"الأناضول": "قواتنا أصبحت الآن تحاصر ترهونة، وأغلب ميليشيا حفتر غادرت المدينة باتجاه الجنوب، خاصةً الكتائب التي يعود أصل أغلب أفرادها للشرق الليبي".
كما أفاد بأن ترهونة تشهد اليوم حالة نزوح كبيرة للعائلات، ويُسمع من حين إلى آخر، أصوات إطلاق نار داخل المدينة، وحالة من الإرباك. وأضاف المجعي أن الجيش الليبي بسط، الخميس، سيطرته على مهبط للطيران العمودي في ضواحي ترهونة، كانت تستخدمه ميليشيا حفتر لقصف الأحياء السكنية.
بينما أعلن الجيش الليبي، في وقت سابق من الخميس، أنه استكمل تحرير طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دولياً، والتي ينازعها حفتر على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.