ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على زوجته ميلانيا، لكي تبتسم أثناء تصوير الصحفيين لهما، خلال زيارتهما إلى ضريح يوحنا بولس الثاني في واشنطن، وذلك بعدما شهدت العاصمة أحداث عنف بسبب إبعاد الشرطة للمتظاهرين من جوار البيت الأبيض قبل أن يتوجه ترامب بخطاب للأمريكيين، ويسير رفقة مسؤوليه خارج مقر إقامته ويلتقط صوراً عند الكنيسة.
ميلانيا لا تريد الابتسام: يُظهر فيديو نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 3 يونيو/حزيران 2020، ترامب وهو يمسك بيد ميلانيا، وبينما بدأ المصورون بالتقاط الصور لهما بجانب الضريح، لم تبتسم ميلانيا ليتوجه إليها ترامب ويقول لها شيئاً ما ثم يبتسم للمصورين.
بعد ذلك لاحظ ترامب أن ميلانيا لم تبتسم أيضاً، وعاد للحديث معها من جديد وأجبرها على ما يبدو على الابتسام، وأظهر الفيديو قيام ميلانيا بعد ذلك برسم ابتسامة خفيفة وسريعة على وجهها أثناء نظرها للصحفيين، ثم تمشي بعيداً مع زوجها.
انتقادات لترامب: قوبلت زيارة ترامب للكنيسة المجاورة للبيت الأبيض بانتقادات وجهها زعماء للبروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة، بعد إجلاء محتجين سلميين بالقوة من أجل التقاط ترامب صورة له أمام الكنيسة.
أشارت وكالة رويترز إلى أن ترامب فاز بانتخابات 2016 الرئاسية بدعم قوي من الكاثوليك والإنجيليين البيض، لذا مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، يحاول ترامب استمالة هؤلاء الناخبين بالصورة التي التقطت له أمام كنيسة القديس يوحنا الأسقفية وبزيارة لنصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني.
لكن رغم ذلك ندد الزعماء الدينيون بمعاملة الإدارة للأمريكيين الذين يحتجون على وفاة جورج فلويد، وهو أمريكي من أصل إفريقي عمره 46 عاماً ولفظ أنفاسه بعد أن جثم ضابط شرطة أبيض بركبته على عنقه لمدة تسع دقائق تقريباً في مدينة مينيابوليس يوم 25 مايو/أيار.
ومن أجل أن يلتقط ترامب الصور عند الكنيسة استخدم أفراد من الشرطة يمتطون الجياد وجنود مسلحون الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لإبعاد المحتجين، قبل أن يسير ترامب من البيت الأبيض عبر ساحة لافاييت إلى الكنيسة التي لحقت بها أضرار بسبب النيران في غمرة الاحتجاجات مساء الأحد الماضي، ورفع ترامب الإنجيل أمام الكنيسة.
كبير الأساقفة ويلتون جريجوري، وهو أكبر زعيم ديني كاثوليكي في العاصمة الأمريكية، قال في بيان الثلاثاء، إن "البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية لما يقرب من 40 عاماً، ما كان ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع وغيره من وسائل الردع لإسكات (المحتجين) أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام".
كذلك انتقد الأسقف مايكل كوري، رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية، ترامب لاستخدامه الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية.
من جانبهم، اصطف مئات المحتجين الذين يرددون الهتافات في الشارع قرب النصب المقام للبابا حاملين لافتات كُتب عليها: "ترامب يهزأ بالمسيح" و"كنيستنا ليست مكاناً لالتقاط الصور".