تستضيف الأمم المتحدة والسعودية مؤتمراً للمانحين لليمن الثلاثاء 2 يونيو/حزيران 2020، بهدف المساعدة على جمع نحو 2.4 مليار دولار، فيما يُهدد نقص التمويل أكبر عملية للمساعدات على مستوى العالم.
حيث يجعل الصراع بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران 80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات. ويكافح اليمن حالياً انتشار فيروس كورونا المستجد وسط السكان الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
بريطانيا وألمانيا تتبرعان: فيما أعلنت بريطانيا تقديم مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 160 مليون جنيه إسترليني (201 مليون دولار)، وذلك حسبما قال جيمس كليفرلي وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية خلال مؤتمر للمانحين لمساعدة اليمن.
من جانبه قال وزير الدولة بوزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية نيلز آنين خلال مؤتمر اليمن إن بلاده أعلنت عن تقديم مساعدات إنسانية لليمن بقيمة 125 مليون يورو (139.8 مليون دولار).
موقف الأمم المتحدة: وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن لرويترز قبل أيام من موعد المؤتمر "كل ما هو دون 1.6 مليار دولار يعني أن العملية ستواجه انتكاسات كارثية".
أضافت "لن نتمكن من توفير الغذاء الذي يحتاجه الناس للبقاء أو الرعاية الصحية التي يحتاجونها أو الماء أو الصرف الصحي أو التغذية التي تساعد على إنقاذ مليوني طفل مصابين بسوء التغذية من الموت".
وتلقت الخطة الإنسانية التي تجرى بتنسيق من الأمم المتحدة 3.2 مليار دولار في عام 2019، لكنها لم تحصل إلا على 474 مليون دولار منذ بداية عام 2020، حسبما قال مارك لوكوك مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة يوم الخميس، مضيفاً أن معظم الوكالات ستفلس في غضون أسابيع.
مشاركة السعودية: ورداً على سؤال عن مشاركة السعودية في استضافة الحدث، قال لوكوك إن الرياض من كبار المانحين وإن الأمم المتحدة ستواصل انتقاد الأطراف المتحاربة بسبب تصرفات "يجب ألا تصدر عنهم".
إلى ذلك فقد تعهدت السعودية بالفعل بدفع 525 مليون دولار. وقالت الولايات المتحدة في مايو/أيار 2020، إنها ستقدم 225 مليون دولار في شكل مساعدات طارئة لتوفير الغذاء.
وحوالي 180 مليون دولار من التمويل المطلوب لازمة لمكافحة فيروس كورونا في بلد تحطمت فيه منظومة الصحة ويفتقر إلى قدرات الفحص الكافية.
بيان المنظمين: في حين قال منظمون في بيان الثلاثاء "اليمن على حافة الهاوية. وكل المؤشرات تظهر أن كوفيد-19 ينتشر بسرعة في البلاد بما يفوق قدرة منظومة الصحة".
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، إن اليمن يحتاج مساعدات إنسانية بقيمة 2.4 مليار دولار حتى نهاية 2020. جاء ذلك، في تصريح صحفي خلال مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن 2020، الذي ينعقد خلال يوم واحد بالرياض، برعاية الأمم المتحدة.
أوضح غوتيريش أن "وكالات الإغاثة العاملة باليمن تحتاج إلى 2.41 مليار دولار لتغطية المساعدات الأساسية للسكان، خلال الفترة من يونيو/حزيران الجاري حتى ديسمبر/كانون الأول 2020".
قيمة المساعدات: أكد أن عدم توفير قيمة المساعدات، سيؤدي إلى إغلاق أكثر من 30 برنامجاً من أصل 41 برنامجاً أممياً لدعم اليمن، في غضون أسابيع.
فيما خلف النزاع في اليمن "24 مليون فرد يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، و2 مليون طفل يعانون من سوء تغذية، و80 ألفاً أجبروا على النزوح من منازلهم".
كما أشار إلى إصابة 110 آلاف بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري، إضافة إلى المخاوف من تهاوي النظام الصحي في اليمن، إثر تفشي فيروس كورونا.
يذكر أنه حتى الإثنين سجل اليمن إجمالاً 323 إصابة بفيروس كورونا، بينها 80 وفاة، و14 حالة تعاف. ولا يشمل ذلك مناطق سيطرة الحوثيين الذين أعلنوا حتى 18 مايو/أيار الماضي، تسجيل 4 إصابات بكورونا بينها حالة وفاة، وسط اتهامات رسمية وشعبية للجماعة بالتكتم عن العدد الحقيقي للضحايا.
حرب عنيفة: ويشهد اليمن للعام السادس حرباً عنيفة أدت إلى إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
كذلك يزيد من تعقيدات النزاع في اليمن أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015، ينفذ تحالف عربي بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء.