تعرف على المخبأ الذي دخله ترامب بسبب التظاهرات.. بني في الحرب العالمية الثانية وكلفت توسعته 376 مليون دولار

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/06/02 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/06/02 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/ رويترز

لجأ عملاء الخدمة السرية، ليلة الجمعة 29 مايو/أيار الماضية، إلى إنزال الرئيس دونالد ترامب بشكل مستعجل إلى مخبأ البيت الأبيض، في الوقت الذي  احتشد مئات المتظاهرين خارج القصر، كما قام بعضهم برمي الحجارة وجر حواجز الشرطة، على بعد أمتار قليلة من المقر الرئاسي.

حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية، الثلاثاء 2 يونيو/حزيران 2020، فإن ترامب أمضى نحو ساعةٍ في الملجأ، الذي صُمم ليُستخدم في حالات الطوارئ مثل الاعتداءات الإرهابية، وفقاً لأحد الجمهوريين المقربين من البيت الأبيض لم يُصرح له بالحديث علناً عن شؤونٍ خاصةٍ، وتحدث بشرط عدم الإفصاح عن هويته.

ما الذي تعرفه عن هذا الملجأ؟ بُني المبنى المعروف باسم مركز عمليات الطوارئ الرئاسي في مطلع الأربعينيات على يد رئيس الولايات المتحدة حينها فرانكلين ديلانو روزفلت.

في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة تخوض غمار الحرب العالمية الثانية.

وسع هاري ترومان، الرئيس التالي لروزفلت مركز عمليات الطوارئ في إطار تجديداتٍ كبرى للبيت الأبيض تضمنت عمليات هدم وتوسعة كاملة للمبنى.

نادراً ما كان ذلك الملجأ يُستخدم من قِبل الإدارات المتعاقبة، إلى أن أجبرت أحداث الحادي عشر من سبتمر/أيلول عام 2001، مسؤولي إدارة جورج دبليو بوش على اللجوء إليه خوفاً من أن تكون طائرةٌ مخطوفةٌ في طريقها إلى البيت الأبيض.

لم يكن الرئيس في العاصمة واشنطن يوم اختُطفت أربع طائرات ركاب ووُجهت لمبنى البنتاغون، وبرجي مركز التجارة العالمي، وحقلٍ في بنسلفانيا.

لكن نائب الرئيس ديك تشيني، والسيدة الأولى لورا بوش، وآخرين من كبار المساعدين هُرع بهم إلى المخبأ ذلك اليوم.

مجهز بالكامل: وفي مذكراتها التي نشرتها عام 2010 تحت عنوان Spoken from the Heart، تتذكر لورا بوش تجربة الهرب بها إلى الملجأ.

تقول: "زُج بي إلى الداخل ونزلت سلماً ثم عبرت بابين حديديين كبيرين أُقفلا خلفي بصريرٍ صاخبٍ، ليُشكلا حاجزاً شديد الإحكام".

"سرنا على أرضيةٍ يُغطيها بلاطٌ قديمٌ وتتدلى الأنابيب من السقف والكثير من المعدات الميكانيكية".

وتُتابع: "لقد صُمم مركز عمليات الطوارئ ليكون مركز قيادةٍ خلال الأزمات يضم شاشاتٍ تلفزيونية، وهواتف، ومعدات اتصال".

ثم تصف كيف جُذبت إلى غرفة اجتماعاتٍ صغيرةٍ بها طاولة كبيرة.

التقط مصورو البيت الأبيض الرسميون صوراً لتشيني، والسيدة الأولى، وآخرين من كبار المساعدين مثل مستشارة الأمن القومي وقتها كونداليزا رايس وهم يتشاورون.

ويُعتقد أن تلك هي نفس الغرفة التي هُرع إليها بترامب وعائلته ليلة الجمعة.

ملجأ آخر: توصل المسؤولون في إدارة بوش إلى أن مركز إدارة الطوارئ بالشكل الذي كان عليها وقتها، لم يكن ملائماً ليسمح للرئيس ومساعديه بالعمل بفاعليةٍ خلال الطوارئ.

لذا بدأ البيت الأبيض مشروعاً ضخماً لبناء ملجأٍ آخر أكبر يُعتقد أن حجمه يبلغ خمسة طوابق تحت الحديقة الشمالية.

يقول الكاتب رونالد كسلر، الذي كتب عام 2018 كتاباً حول البيت الأبيض في عهد ترامب، لصحيفة The Washington Post: "بعد الهجمات، لاحظ أفراد الأمن القومي أن ذلك لم يكن كافياً ببساطة".

من السر إلى العلن: بذلت إدارة الخدمة العامة مجهوداً كبيراً لإبقاء المشروع سراً، فلم تكتف بإقامة سياجٍ حول الموقع، وإنما أمرت المقاولين كذلك بعدم الحديث لأي شخص وأن تغطي بيانات الشركات المكتوبة على الشاحنات المارة عبر بوابات البيت الأبيض.

يقول كسلر: "المبنى مكونٌ من خمسة طوابق تحت الأرض بخطوطٍ خاصةٍ لتزويده بالهواء والغذاء".

يُتابع: "المبنى معزول عن الأرض فوقه، فإذا حدث مثلاً تفجيرٌ نوويٌ لن تخترقه الإشعاعات وتدخل إلى المخبأ، الذي يتضمن جدراناً خرسانيةً سميكةً جداً وما إلى ذلك".

كما يُقال إن المنشأة، التي يُفترض أن تكون مركز قيادة ومقر إقامة للرئيس ولكبار المساعدين تمتلئ بطعام يكفي لأشهر، بينما تعد مكتفية ذاتياً من حيث إمداد الهواء.

وقد تجاوزت الكلفة الإجمالية لبنائها 376 مليون دولار.

تحميل المزيد