يواصل فيروس كورونا المستجد الانتشار في سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم، حيث يُسجَن الرئيس المعزول عُمر البشير و23 من مساعديه منذ أبريل/نيسان 2019.
انتقادات لتعامل السلطات: تقرير موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 30 مايو/أيار 2020، كشف أن الفيروس أصاب ما لا يقل عن 3 من كبار المسؤولين السابقين إلى الآن، فيما لا يزال 2 منهم بانتظار نتائج الفحص وسط تقارير متضاربة عن الاشتباه في إصابة الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عاماً وعزله.
حمَّل الحزب الحاكم السابق، وكذلك عائلات السجناء وفريق المحامين الممثلين لهم، الحكومة الانتقالية مسؤولية أي ضرر قد يلحق بالسجناء، في حين تقول مصادر إنَّ مؤيدي البشير ينظمون مظاهرات في الخرطوم وولايات أخرى للاحتجاج على ما وصفوه بأنه "الاحتجاز غير الدستوري" للقادة.
من جانبها، قالت السلطات إنها تتعامل مع السجناء بطريقة محترفة وطُبِقَت المعايير الدولية الخاصة بالبروتوكولات الطبية المتبعة في السجن.
تأكيد إصابة مسؤولين سابقين: فيما قال المدعي العام السوداني، في بيان صحفي يوم الأربعاء، 27 مايو/أيار، إنَّ النائب الأول للرئيس السابق علي عثمان محمد طه ووزير الدفاع السابق عبدالرحيم محمد حسين أُصيبا، إلى جانب مساعد البشير ورئيس الحزب الحاكم السابق أحمد هارون الذي أصيب الشهر الماضي.
أضاف البيان أنَّ الرجلين أودعا المستشفى يوم الإثنين، 25 مايو/أيار. وأضاف المدعي العام أنَّ علي حسن أحمد البشير، شقيق الرئيس، اشتُبِه في إصابته بالفيروس، إلى جانب رجل أعمال آخر مرتبط بحكومة البشير السابقة، لكن نتائج فحصهما جاءت سلبية.
كما أشار البيان إلى أنَّ مسؤولين سابقين في حكومة البشير، لم يكشف عن هويتهما، بانتظار نتائج الفحص أيضاً للتأكد مما إذا كانا أصيبا بالفيروس.
كان الشريف أحمد عمر، قيادي سابق في حكومة البشير، قد توفي في المستشفى بعد إصابته بالفيروس في السجن.
التباس حول وضع البشير: ترددت تقارير متناقضة بشأن وضع الرئيس السابق، إذ ذكر أحدها أنَّ البشير يعاني من الاكتئاب ورفض الخضوع للفحص.
لكن على الجانب الآخر، قال مصدر طبي لموقع Middle East Eye البريطاني إنَّ هناك شكوكاً بأنَّ البشير أصيب بالفيروس وأُخِذَت منه عينة.
كما قال المصدر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بالحديث للإعلام، "يُشتَبَه في إصابة الرئيس المعزول عمر البشير لأنه جميع مساعديه الثلاثة وعشرين كانوا يصلون معاً في سجن كوبر.. وأُخِذت عينة معملية منه، ولا يزال بانتظار النتائج".
لكن على الجانب الآخر، قال محمد حسن الأمين، رئيس هيئة الدفاع عن البشير والسجناء الآخرين، إنَّ الرئيس المعزول لم يُشخَص بأنه مصاب بالفيروس ولم تُسحَب عينة منه.
صرَّح الأمين، لموقع Middle East Eye، "البشير معزول عن الآخرين منذ ظهور أول حالة إصابة مؤكدة في السجن، لكن إلى الآن لم تظهر أية أعراض عليه".
من جانبهم، أعرب نشطاء على شبكات الاجتماعية عن أسفهم لإصابات الزعماء السابقين للحزب الحاكم؛ لأنَّ هؤلاء المسؤولين ارتكبوا العديد من الجرائم وما زالوا ينتظرون رؤيتهم في المحكمة من أجل تحقيق العدالة.