قالت صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 30 مايو/أيار 2020 إن عشرات الصحفيين قد فقدوا وظائفهم بعد أن قررت شركة مايكروسوفت الأمريكية استبدال مهمتهم الوظيفية ببرنامج ذكاء اصطناعي.
الصحيفة أكدت أن 27 شخصاً يعملون لدى وكالة "PA Media" تم إخطارهم الخميس 28 مايو/أيار، بأنهم سيفقدون وظائفهم في غضون شهر، وذلك بعد أن قررت شركة مايكروسوفت التوقف عن توظيف البشر لاختيار وتحرير وتنظيم المقالات الإخبارية على مواقعها.
يأتي هذا التبليغ بعد قرار مايكروسوفت إنهاء العقد مع "PA Media"، والتي كانت يتولى صحفيوها هذه المهمة، وهو قرار اتخذ في وقت قصير في إطار التحول العالمي من الاستعانة بالبشر إلى التحديثات الإلكترونية للأخبار.
ضائقة: وبسبب ما تواجه "PA Media" من صعوبات مالية بالغة، اضطرت للتخلي عن بعض موظفيها فيما طلبت من آخرين الموافقة على تخفيض أجورهم، حسب ما أشارت الصحيفة.
حيث قال متحدث باسم الوكالة: "نحن بصدد تقليل أعضاء فريق مايكروسوفت الذي يعمل في وكالة PA، ونبذل قصارى جهدنا لدعم الأفراد المتأثرين، ونفتخر بعملنا السابق مع مايكروسوفت ونعلم أننا قدمنا خدمة عالية الكفاءة".
من جانبه، علق متحدث باسم مايكروسوفت على القرار بقوله: "إن شركة مايكروسوفت كباقي الشركات، تقيم أعمالها بصفة منتظمة، وقد ينتج عن هذا التقييم زيادة الاستثمار في بعض المجالات، ومن وقت لآخر، إعادة التوسع في مجالات أخرى. وهذه القرارات ليست بسبب جائحة كورونا التي تسود العالم حالياً".
رأي المتضررين: أحد الموظفين ممن عملوا في الفريق قال للغارديان: "كنت أقرأ طوال الوقت عن كيف أن الأتمتة والذكاء الاصطناعي ستنتزع منا وظائفنا، وهآنذا، لقد استولى الذكاء الاصطناعي على وظيفتي".
أضاف الموظف "أن قرار استخدام البرامج الذكي ليقوم بوظيفة البشر يعد محفوفاً بالمخاطر، حيث لن يتمكن من اتباع إرشادات التحرير شديدة الصرامة، التي كان الصحفيون حريصين على تنفيذها بتوجيهات من مايكروسوفت".
وفيما يتمتع بعض الصحفيين المعرّضين للإقالة الآن بخبرة طويلة في هذا المجال، يخطو آخرون خطواتهم الأولى مما يجعلهم أكثر عرضة للتثبيت والإحباط والخسارة، وهم يواجهون الآن تحدياً صعباً للحصول على وظائف في مكان آخر في وقت يدرس فيه المجال بأكمله خفض التكاليف.
يُشار إلى أن العديد من شركات التكنولوجيا تجري تجارب لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، مثل تمويل جوجل للاستثمار في مشاريع لفهم استخدامه، على الرغم من أن الجهود المبذولة لأتمتة كتابة المقالات لم تنَل دعماً على نطاق واسع.