قال موقع Al-Monitor الأمريكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عيَّن سفير بلاده لدى سوريا، أليكساندر إيفيموف، مبعوث الرئيس الخاص لتطوير العلاقات مع النظام السوري في 25 مايو/أيار 2020.
وهو منصب مؤسس حديثاً ويأتي إضافة إلى منصبي مبعوثين في دمشق قائمين بالفعل، وهما مبعوث الكرملين الخاص إلى سوريا ويشغله أليكساندر لافرينتييف، والمبعوث الرئاسي الخاص إلى الشرق الأوسط ويشغله نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. وسيحتفظ إيفيموف بمنصبه سفيراً لدى سوريا الذي يشغله من 2018.
ماذا وراء التعيين؟ الموقع قال إن تعيين إيفيموف يمكن النظر إليه من خلال زاويتين: الأولى هو أنه قد يساعد الكرملين على الوصول للتوازن المثالي بين الشقين الدبلوماسي والعسكري في فريق السياسات الخارجية الروسي الذي يشرف على الملف السوري. ويرتبط لافرينتييف، الذي كان حتى مؤخراً الممثل الرئاسي الوحيد الذي يركز حصرياً على الملف الروسي، عامةً بالجانب العسكري. وتشمل مهامه مناقشة التسويات التي تتناولها المفاوضات بين إسرائيل وتركيا وكذلك تأسيس ما تُسمى "مناطق خفض التصعيد" وإدارتها التي تنص عليها اتفاقيات أستانا وسوتشي؛ التي تهدف بالأساس إلى تفكيك جبهة المعارضة ضد قوات الرئيس بشار الأسد.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الجيش الروسي من مشكلة علاقات عامة؛ فالاتهامات التي يوجهها إلى الولايات المتحدة ليست ذات ثقل، لا سيما الضربة القوية التي أصابت سُمعته عقب سلسلة من الهفوات الفادحة حين أذاعت القنوات الرسمية الروسية مقاطع من ألعاب فيديو على أنها من حرب. إضافة إلى ذلك، تواجه مساعي وزارة الدفاع الروسية لإنكار أي نجاح للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا "داعش" شكوكاً. وفي بعض الأحيان، سعى الكرملين إلى النأي بنفسه عن موقف الوزارة، حفاظاً على صورته.
ومن هذا المنظور، يمكن اعتبار منصب إيفيموف الجديد بمثابة ثقل موازن للتأثير العسكري في السياسة الخارجية الروسية. إذ يمكن للمبعوث الجديد استحداث عنصر اقتصادي ودبلوماسي أكبر إلى مهمة إدارة الوضع في سوريا.
مهمة إعادة بناء سوريا: أما الجانب الثاني من تعيين إيفيموف، فيتعلق بمهمة إعادة بناء سوريا، وهو موضوع تتزايد أهميته على أجندة الكرملين.
فقد تكون تجربة إيفيموف السابقة في العمل مع الإمارات -إذ كان سفيراً لديها لمدة 5 سنوات قبل أن يصبح سفيراً في دمشق- وهي حليف ذو أهمية متزايدة لروسيا وسوريا، مفيدة أيضاً.
جدير بالذكر أنه في رحلة بوتين الأخيرة إلى سوريا في يناير/كانون الثاني، قرر الرئيس الروسي النزول في مطار دمشق الدولي على الرغم من التهديدات الأمنية المستمرة، في ما قد يكون علامة على أنَّ المطار يكثف من عملياته.
من جانبها، أعربت الإمارات لموسكو عن رغبتها في المساهمة في إعادة بناء الاقتصاد السوري الذي مزقته الحرب والذي شهد المزيد من الضغوط بفضل العقوبات الغربية، إضافة إلى أنَّ كلاً من الدبلوماسيين الروس وموظفي الخدمة المدنية السورية ينخرطون في حوار مع مسؤولي أبوظبي.
وأخيراً يسهم تعيين إيفيموف في زيادة إحكام قبضة بوتين على الشؤون السورية وتعزيز دوره في اتخاذ الأحكام النهائية في القرارات الرئيسية في هذا المجال من السياسة الخارجية الروسية. ومن خلال توسيع دائرة مبعوثيه، يريد بوتين التأكد من تزويده بمجموعة متنوعة من وجهات النظر حول الوضع في سوريا، وكذلك وجهات نظر مختلفة حول مسارات العمل المحتملة لروسيا. وكل ذلك يجعل تفضيلات بوتين الشخصية هي العامل النهائي والأقل قابلية للتنبؤ في تحديد استراتيجية موسكو بشأن سوريا.