التقى رئيس مجلس نواب طبرق شرقي ليبيا، عقيلة صالح، مساء الأربعاء 27 مايو/أيار 2020، قادة عسكريين بميليشيا خليفة حفتر، في اجتماع كان لافتاً غياب الأخير عنه، وذلك بعد الخلاف السياسي الذي نجم عن تعيين حفتر نفسه حاكماً لليبيا، وإثر هزائمه المتلاحقة في طرابلس.
مجلس نواب طبرق قال، في بيان عبر صفحته على فيسبوك، إن صالح التقى بمدينة القبة كلاً من عبدالرازق الناظوري، وصقر الجروشي، ومحمد السنوسي، وخيري التميمي، وهم قيادات كبيرة في ميليشيا حفتر، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول.
أضاف المجلس أن المذكورين تقدموا بالتهنئة لصالح، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأطلعوه على "مستجدات الأوضاع الميدانية، وآخر التطورات العسكرية في كافة أنحاء البلاد".
خلاف يتطور: يأتي غياب حفتر عن هذا الاجتماع في ظل خلاف مستمر مع صالح، منذ إعلان مجلس نواب طبرق، في 25 مايو/ أيار، رفضه إعلان حفتر تنصيب نفسه حاكماً على ليبيا، وإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015 (الصخيرات).
فيما تتردد أنباء عن أن صالح، وباعتباره وفق ما يسمي نفسه "القائد الأعلى للقوات المسلحة" في إشارة لميليشيا شرق ليبيا، يخطط لتعيين الناظوري خليفة لحفتر، كقائد لتلك الميليشيا.
يذكر أن الخلاف دبَّ بين رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح والمتقاعد حفتر، وذلك بعد قرار الأخير تفويض نفسه حاكما لليبيا، في نهاية إبريل/نيسان، وهو ما اعتبره "صالح" انقلاباً على البرلمان في طبرق وإنهاء وجوده؛ ما دفع صالح إلى رفض مبادرة حفتر نهائياً.
عقيلة صالح، عبر مباشرة عن رفضه لخطوة خليفة حفتر مؤكداً أن الجنرال المتقاعد لا يملك سلطة حتى يطلب تفويضاً.
هزائم متلاحقة: كما يعد هذا الاجتماع امتداداً لتبعات ما مُنيت به ميليشيا حفتر، في الفترة الأخيرة، من هزائم على أيدي القوات الحكومية في مدن الغرب الليبي حتى الحدود مع تونس، ومحيط طرابلس.
فقد نجحت قوات حكومة الوفاق المُعترف بها دولياً خلال الأيام القليلة الماضية في التقدم والسيطرة على محاور قتال ومعسكرات استراتيجية جنوبي طرابلس، من أبرزها معسكرا حمزة واليرموك.
مقابل ذلك، تواصل ميليشيا حفتر تكبّد خسائر فادحة، جراء تلقيها ضربات قاسية في كافة مدن الساحل الغربي وصولاً إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة "الوطية" الاستراتيجية (غرب)، وبلدتي بدر وتيجي، ومدينة الأصابعة بالجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس).
يُشار إلى أنه بدعم من دول عربية وأوروبية تشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وهو ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.