نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية، الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، صوراً ملتقطة عبر أقمار صناعية، تظهر احتراق أكثر من 200 منزل نتيجة هجوم جيش ميانمار على قرية للمسلمين بإقليم أراكان، لتضفي مصداقية على تقارير وردت عن تعمّد جنود حكوميين إضرامَ النار في منازل القرية.
حرائق ضخمة: أظهرت الصور احتراق أكثر من 200 منزل في قرية "ليت كار" بولاية راخين في أراكان، جراء هجوم الجيش في 16 مايو/أيار 2020، وأشارت "رايتس ووتش" إلى أن قوات الجيش الميانماري عمدت إلى إحراق المنازل، حيث تظهر صور الأقمار الصناعية حدوث حريق واسع النطاق فيها.
كذلك أشارت المنظمة إلى أن أراكان شهدت حوادث مشابهة، حيث قام الجيش بإشعال عدة قرى للمسلمين خلال الأعوام 2012، 2016، و2017، وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق عاجل لتحديد المسؤولين عن تلك الحوادث التي أدت إلى تهجير معظم سكان أراكان العام الماضي بسبب تصاعد العنف.
لم تُظهر صور التقطت بواسطة الأقمار الصناعية صباح 16 مايو/أيار 2020 أي علامات على حدوث دمار في قرية ليت كار، ومع ذلك فإن تصويراً عن بُعد بواسطة قمر صناعي بيئي اكتشف حرائق كبيرة مشتعلة هناك بعد ظهر ذلك اليوم، وفقاً للمنظمة.
من جانبه، قال قروي لوكالة Associated Press الأمريكية إن الجنود فتحوا نيران الأسلحة الثقيلة على مدخل القرية، وبعد ذلك اندلعت حرائق وسط القرية وأجزاء منها مع استمرار إطلاق النار.
أضاف الرجل -الذي لم يكشف عن اسمه خوفاً على سلامته- أن القوات "تركت قرية ليت كار قرابة الساعة 4:30 مساءً، وعندما غادروا، كانت القرية بأكملها تحترق. لقد كانوا داخلها لأكثر من ساعتين".
أما رواية الجيش للحادث، والتي صدرت في 17 مايو/أيار، فتقول إن جنوده دخلوا القرية في دورية عادية، قبل أن تبادرهم قوات "جيش أراكان" بالهجوم، وألقى البيان باللوم عليها في إشعال النيران قبل انسحابها، بحسب زعمه.
لكن فيل روبرتسون، نائب مدير الشؤون الآسيوية في "رايتس ووتش"، قال إن "حرق قرية ليت كار يحمل البصمات المميزة للحرائق التي تعمدت قوات ميانمار العسكرية إشعالها في قرى الروهينغا خلال السنوات الأخيرة. وثمة حاجة ملحة لإجراء تحقيق موثوق وحيادي لمعرفة ما حدث ومعاقبة المسؤولين وتقديم تعويضات للقرويين المتضررين".
عنف متواصل: منذ 25 أغسطس/آب 2017، يشن الجيش في ميانمار وميليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان، وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهينغا، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار، الروهينغا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة "الأقلية الأكثر اضطهاداً في العالم".