تخطت روسيا السعودية لتصبح أكبر مورِّد للنفط الخام إلى الصين في شهر أبريل/نيسان 2020، إذ ارتفعت الواردات بمقدار 18% عنها قبل عام، مع اقتناص شركات التكرير للمواد الخام بأسعار رخيصة وسط حرب أسعار بين المنتجين للنفط جعلتها تهوي إلى مستويات غير مسبوقة.
تراجع إمدادات السعودية: وكالة رويترز ذكرت، الثلاثاء 26 مايو/أيار 2020، أن الشحنات الروسية بلغت 7.2 مليون طن خلال أبريل/نيسان 2020، بما يعادل 1.75 مليون برميل يومياً، وفقا للأرقام الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك.
وبالمقارنة، كان الحجم 1.49 مليون برميل يومياً في أبريل/نيسان 2019، و1.66 مليون برميل يومياً في مارس/آذار.
في المقابل، انخفضت الإمدادات من السعودية إلى 1.26 مليون برميل يومياً، من 1.53 مليون برميل يومياً في أبريل/نيسان 2019، و1.7 مليون برميل يومياً في مارس/آذار.
كذلك بلغ إجمالي واردات الصين من النفط الخام في أبريل/نيسان 2020، 9.84 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من 9.68 مليون برميل يومياً في مارس/آذار، لكن بانخفاض كبير عن 10.64 مليون برميل يومياً في أبريل/نيسان من العام الماضي، بحسب بيانات صدرت في وقت سابق من الشهر الحالي.
لكن على الرغم من هذا، زادت واردات الأشهر الأربعة الأولى من العام 1.7% على أساس سنوي، مع استغلال مصافي النفط الصينية لتهاوي أسعار الخام.
من جانبهم، يقدر المحللون أن متوسط نسبة الطاقة الإنتاجية المستغلة في مصافي التكرير المستقلة، المعروفة باسم "أباريق الشاي"، ارتفع إلى حوالي 70% في أواخر أبريل/نيسان -وهو نفس مستواها قبل تفشِّي الفيروس- لكنهم يستبعدون أن تعود شركات التكرير المدعومة من الدولة إلى مستوياتها الطبيعية قبل مايو/أيار.
زيادة أكبر في الواردات: يتوقع كذلك فريق أبحاث النفط في رفينيتيف أن تبلغ واردات الصين في مايو/أيار 2020، مستوى مرتفعاً غير مسبوق عند 53.7 مليون طن، أو 12.7 مليون برميل يومياً، مع وصول أحجام قياسية من منتجي أوبك.
يأتي ذلك، بينما تتسلم شركات التكرير الصينية في مايو/أيار 2020 أيضاً أول شحنة خام لها من الولايات المتحدة منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وهي شحنة حُجزت خلال مارس/آذار 2020 في مستهل انهيار أسعار النفط.
ولم تذكر الجمارك أي واردات من فنزويلا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع تحاشي مؤسسة النفط الوطنية الصينية، أكبر مشترٍ لنفط كراكاس، تحميل أي كميات خام من هناك كي لا تنتهك العقوبات الأمريكية.
لكن بعض الشحنات الفنزويلية تحول اتجاهها إلى ماليزيا لمزجها قبل التصدير إلى الصين، مما أفرز زيادة كبيرة في الشحنات الماليزية التي ارتفعت لأكثر من ثلاثة أمثالها في الأشهر الأربعة الأولى.
ارتفاع أسعار النفط: في سياق متصل، ارتفعت أسعار النفط، الثلاثاء، مدعومة بثقة متزايدة في السوق بأن المنتجين للنفط سيلتزمون بتعهداتهم لخفض معروض الخام، بينما يتحسن الطلب مع عودة مزيد من السيارات إلى الطرق وسط تخفيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا في أنحاء العالم.
بحسب وكالة رويترز، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 3.4% بما يعادل 1.12 دولار إلى 34.37 دولار للبرميل، كما ارتفعت عقود خام برنت نحو 1.7% أو 61 سنتاً مسجلة 36.14 دولار للبرميل، بعد مكاسب بلغت 1.1% يوم الإثنين في معاملات هزيلة بسبب العطلة.
يأتي ذلك بعد تصريحات من روسيا تفيد بانخفاض إنتاجها النفطي مقترباً من هدفه البالغ 8.5 مليون برميل يومياً لشهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2020، بموجب اتفاق خفض المعروض مع منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين كبار آخرين، في إطار المجموعة المسماة "أوبك+".