تحدثت أحد الناجين من حادث سقوط طائرة كانت تقل 99 راكباً قتلوا جميعاً إلا هو وشخص آخر، ذاكراً اللحظات الأخيرة التي سبقت الكارثة وكيف تمكن من النجاة رغم النيران المشتعلة وتحوّل الطائرة إلى حطام عقب انفجارها بمدينة كراتشي جنوب باكستان أمس الجمعة 22 مايو/أيار 2020.
يقول محمد زبير، وهو مهندس يبلغ من العمر 24 عاماً: "كان هناك صراخ في كل مكان عندما اصطدمت الطائرة بالأرض استعدت وعيي، ورأيت النار في كل مكان. لم يكن من الممكن رؤية أي شخص".
أضاف زبير بينما كان يتحدث من على سريره بالمشفى حسب تقرير للغارديان البريطانية: "كان هناك صراخ أطفال وكبار ومسنين، صراخ في كل مكان. كان الجميع يحاولون النجاة، بينما كنت أقوم بالتخلص من حزام الأمان، وعندما تمكنت من ذلك رأيت ضوءاً وحاولت السير في هذا الاتجاه وكان ذلك مجدياً. من هناك قفزت من الطائرة من ارتفاع حوالي مترين".
الناجي الآخر يُدعى ظفر مسعود ويعمل رئيساً لبنك البنجاب. وقال البنك إن مسعود يعاني من كسور لكنه "واعٍ ويستجيب بشكل جيد".
شاهد عيان يدعى شكيل أحمد قال إن "الطائرة أصابت أولاً برج اتصالات ثم تحطمت فوق المنازل".
بينما قال شخص آخر: "رأيت راكباً يقفز من الطائرة، كان على قيد الحياة ويتكلم. طلب مني مساعدته لكن ساقيه كانتا عالقتين في مخرج النجاة". كما تحدث الشاهد عن جثة رآها "تسقط فوق سيارته".
السلطات قالت إن غالبية الركاب كانت أحزمتهم ما زالت مربوطة، مؤكدة مقتل 97 شخصاً إجمالاً ونجاة اثنين جراء تحطم طائرة ركاب في مدينة كراتشي جنوب البلاد، بينما لم يتم الإبلاغ عن وفيات بين سكان الحي كثيف السكان الذي هبطت فيه الطائرة اضطرارياً.
كانت طائرة الخطوط الدولية الباكستانية من طراز إيرباص إيه-320 في رحلة من لاهور إلى كراتشي وعلى متنها 99 شخصاً عندما تحطمت بينما كانت تقوم بثاني محاولة للهبوط.
المنسق الإعلامي لوزير الصحة بالإقليم قال في تحديث أخير بشأن تحطم الطائرة إنه تم نقل 66 جثة إلى أحد المستشفيات و31 إلى مستشفى آخر، مضيفاً أنه لم تتأكد أي وفيات بين سكان الحي.
تواصلت السبت أعمال الإنقاذ وإزالة الحطام في الحي. وأفاد تسجيل نُشر على موقع المراقبة "لايف آت سي.نت" المشهور بدقة معلوماته أن قائد الطائرة المنكوبة أبلغ برج المراقبة بأن محركي الطائرة تعطّلا وذلك قبل ثوانٍ من تحطمها.
إيرباص أفادت بأن الطائرة قامت بأولى رحلاتها في 2004 وكانت مزودة بمحركين من إنتاج سي.إف.إم إنترناشونال، المملوكة لكل من جنرال إليكتريك وسافران الفرنسية.
رئيس الوزراء الباكستاني قال إنه سيتم فتح تحقيق. وأظهر إخطار من إدارة الطيران المدني الحكومية اطلعت عليه رويترز أنه تم تشكيل فريق من أربعة أفراد الليلة الماضية لتولي التحقيق.
وذكر الإخطار أن الفريق سيصدر بياناً أولياً في غضون شهر. ولم يصدر تأكيد رسمي بشأن العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة.
حادث الجمعة هو أسوأ الكوارث الجوية في باكستان منذ عام 2012 عندما تحطمت طائرة ركاب من طراز بوينغ 737 تابعة لشركة بوجا إير في إسلام أباد ما أسفر عن مقتل 127 شخصاً.