أعلنت مجموعة تأجير السيارات الأميركية "هيرتز" التي تأسست قبل أكثر من مئة عام والمعروفة في جميع أنحاء العالم، الجمعة 23 مايو/أيار 2020، أنها وضعت نفسها تحت نظام الإفلاس الأميركي نتيجة انتشار وباء كوفيد-19.
المجموعة، أوضحت أن هذا القرار لا يشمل حالياً سوى عملياتها في الولايات المتحدة وكندا، لذلك ستواصل العمل في مناطق نشاطها الرئيسية، أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا.
كوفيد – 19: وفق وكالة "فرانس بريس" فإن المجموعة قالت في بيانها إن "تأثير كوفيد-19 على الطلب على السفر كان مباغتاً وكبيراً وأدى إلى تراجع هائل في عائدات الشركة والحجوزات المستقبلية".
تابعت "هيرتز" أنها اتخذت "إجراءات فورية" تمنح الأولوية لصحة وسلامة موظفيها وزبائنها، وألغت "كل نفقات غير أساسية".
كما أشارت إلى أن "الغموض يلف آفاق عودة الواردات وإعادة فتح السوق بالكامل (…) ما تطلب هذه الخطوة اليوم".
في 21 نيسان/أبريل الماضي، ألغت المجموعة عشرة آلاف وظيفة في أميركا الشمالية أي نحو 26,3% من عدد العاملين لديها في العالم، بهدف توفير الأموال في مواجهة عدم اليقين الناجم عن إجراءات تطويق الوباء.
توضح "هيرتز" أن عشرين ألف شخص في المجموع تم في الواقع تسريحهم، يشكلون حوالي نصف عدد العاملين فيها في العالم.
700 ألف سيارة: يسمح اللجوء إلى الفصل 11 من قانون الإفلاس في الولايات المتحدة لشركة غير قادرة على تسديد دينها، بالقيام بإعادة هيكلة بعيداً عن تدخل الدائنين.
لم تذكر "هيرتز" قيمة دينها، لكن صحيفة وول ستريت جورنال تحدثت الجمعة عن ديون تبلغ 19 مليار دولار وحوالي 700 ألف سيارة لم يتم استخدامها بغالبيتها بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وأكدت المجموعة أن "إعادة التنظيم المالي سيؤمن لهيرتز طريقاً باتجاه بنية مالية أكثر متانة ستحدد موقعاً أفضل للشركة في المستقبل".
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة المجموعة بول ستون في البيان إن "هيرتز لديها أكثر من قرن من الريادة في هذه الصناعة، وبدأنا العام 2020 بحيوية كبيرة للعائدات والأرباح".
لكن الوباء أوقف النشاط وإدارة المجموعة تخشى أن يتأخر الانتعاش.
وقت للمراجعة: في المقابل، يبقى السؤال هو قدرة المجموعة على استعادة زبائنها في قطاع الأعمال بعدما أدى الوباء إلى رواج العمل عن بعد.
يقول رئيس المجموعة إن اللجوء إلى الفصل 11 سيحمي "قيمة" موجوداتها و"يمنحها الوقت اللازم لوضع أساس مالي جديد أكثر متانة للنجاح في تجاوز هذه الجائحة وتأمين وضع أفضل".
المجموعة التي تتخذ من إيستيرو في ولاية فلوريدا الأمريكية مقراً لها، كانت توظف 38 ألف شخص في نهاية كانون الأول/ديسمبر، يعمل 29 ألفاً منهم في الولايات المتحدة.
منذ سنوات، تواجه "هيرتز" منافسين آخرين بينهم "آفيس بادجت" وكذلك خدمات النقل مثل "أوبر".
واجهت رابع خسارة سنوية صافية على التوالي في 2019. لكنها بدأت العام 2020 بزيادة نسبتها 6% في رقم الأعمال في يناير/كانون الثاني، و8 بالمئة في فبراير/شباط، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق.
أزمة خانقة: ويعكس هذا الإفلاس حجم الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة حالياً نتيجة شلل قطاعات كاملة من الاقتصاد وخصوصاً النقل والسياحة، في جهد لاحتواء انتشار الفيروس.
في المجموع، ومنذ توقف الاقتصاد بدون سابق إنذار في منتصف مارس/آذار، تقدم 38,6 مليون شخص بطلبات للحصول على تعويضات بطالة في الولايات المتحدة.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، قال مؤخراً إن نسبة البطالة قد تصل إلى ذروة تتمثل بعشرين أو 25% بعدما ارتفعت إلى 14,7% في أبريل/نيسان.
كما يمكن أن يسجل إجمالي الناتج الداخلي انكماشاً نسبته 20 وحتى 30% في الربع الثاني من العام، بعد تراجعه 4,8% في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة.