اعتقلت السلطات المصرية 11 شخصاً، بينهم صحفيون ومنتنجو أفلام وثائقية، بتهمة اختلاق محتوى إعلامي لشبكة الجزيرة، وقالت وزارة الداخلية في بيان لها، الجمعة 22 مايو/أيار 2020، إنه يشتبه بأن الموقوفين ينتنجون فيلماً وثائقياً عن منطقة سيناء.
لائحة اتهامات: بيان الداخلية اتهم المشتبه بهم بأنهم كانوا "يتعاونون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لإنتاج محتوى يشمل وثائقياً حول منطقة شمال سيناء المضطربة مقابل أموال"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
لكن اللافت أن من بين الأشخاص الذين تم اعتقالهم بتهمة التعاون مع "الإخوان"، الصحفي المسيحي سامح حنين، الذي اعتقلته قوات الأمن المصرية قبل أيام، وأثار اعتقاله غضب وسخرية نشطاء، بسبب التهمة الموجَّهة له، بحسب ما ذكره موقع "الجزيرة.نت".
أضاف بيان الداخلية المصرية أن الموقوفين أرادوا "تنفيذ مخططهم الذي يستهدف المساس بأمن الوطن والنيل من استقراره، من خلال إنتاج وإعداد تقارير وبرامج إعلامية مفبركة، مقابل مبالغ مالية ضخمة"، وفق تعبيره.
تضمَّن البيان أيضاً اتهامات للموقوفين بأن تقاريرهم "تتضمن الإسقاط على الأوضاع الداخلية بالبلاد والترويج للشائعات، والتحريض ضد مؤسسات الدولة، لبثها بقناة الجزيرة"، كما لفتت الداخلية إلى أن نيابة أمن الدولة العليا باشرت التحقيقات.
وفي السياق ذاته، عرضت قنوات مصرية تسجيلاً مصوراً قالت إنه لاعترافات بعض المتهمين، كما عرضت صوراً لأجهزة مونتاج، وكان من بين المعتقلين معتز بالله محمود عبدالوهاب، مالك شركة (تيم وان برودكشن).
اتهمت الداخلية المصرية أيضاً بعض الأسماء الشهيرة، منها الشاعر والإعلامي عبدالرحمن يوسف، نجل العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. وقالت قناة "الجزيرة" إن يوسف "لا يعمل في مجال الأفلام الوثائقية، وليست له علاقة بقناة الجزيرة".
تضييق على الصحافة: تشير منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى أن مصر تعد واحدة من أكبر سجون الصحفيين بالمنطقة، وقد وضع تقرير للمنظمة هذا البلد في المرتبة 166 على مستوى العالم بحرية الصحافة.
أشار تقرير سابق للمنظمة إلى أن السلطات في مصر تستخدم مبدأ مكافحة "الأخبار الزائفة ذريعة لتبرير حجب الصفحات والمواقع الإلكترونية من جهة، وسحب بطاقات اعتماد الصحفيين من جهة أخرى".
بحسب تقديرات غير رسمية، يقبع في السجون المصرية أكثر من 80 صحفياً، من بينهم رئيس تحرير صحيفة "البورصة"، بسبب "تهمة شائعة وهي الانتماء لجماعة محظورة أو مساعدتها في تحقيق أهدافها ونشر أخبار كاذبة"، وفقاً لما ذكرته "الجزيرة".
كما أعيد اعتقال صحفيين سبق اعتقالهم بنفس التهم، ومنهم الصحفي أحمد سبيع، المعتقل من جنازة المفكر الراحل محمد عمارة، والصحفي حسن القباني، الذي اعتُقل لكتابته على صفحته بفيسبوك عن زوجته الصحفية آية علاء، التي اعتُقلت أثناء تأديتها واجب العزاء لأسرة الرئيس الراحل محمد مرسي.