ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 21 مايو/أيار 2020 أن الأطباء في مصر على خلاف مع حكومتهم فيما يتعلق بتفشي فيروس كورونا في البلاد، ويطالبون بالحماية وفرض حالة إغلاق كامل، حتى في ظل مناشدة السلطات الشعب بتعلم "التعايش" مع مرض كوفيد-19.
إذ أشادت موجة من الدعاية الحكومية بالعاملين في مجال الرعاية الصحية ووصفتهم بـ "الجيش الأبيض". لكن بعضهم أخبر الصحيفة بأنهم يفتقرون إلى مستلزمات الحماية وأنهم كانوا يكافحون من أجل إجراء الاختبارات الضرورية لهم وللمرضى.
شهادات حية لمعاناة الأطقم الطبية: ممرضة في أحد مستشفيات منطقة إمبابة في الجيزة قالت: "الموقف يتدهور. الأطباء والممرضات خائفون للغاية لأنهم غير محميين. إننا نُعالَج بنفس الطريقة التي يعالَج بها المرضى. إذا شكونا من الأعراض، يُطلب منا العودة إلى المنزل وعزل أنفسنا، ولكن لا يُسمح بإجراء اختبارات لنا".
وفي مطلع مايو، أخبر مسؤول في وزارة الصحة لجنة برلمانية بأن مستشفيات الحجر الصحي ممتلئة، وبأن الأطباء يشكون على مواقع التواصل الاجتماعي لاضطرارهم عدم استقبال المصابين.
قال أحد العاملين الطبيين في مستشفى بالجيزة: "بعض الأطباء يقولون إن هؤلاء الذين ظهرت لديهم أعراض مبكراً أكثر حظاً منا، لأنك كلما كانت إصابتك بكوفيد-19 مبكرة، يمكن أن تجد مكاناً في المستشفى. وإذا أُصبت هذه الأيام، فلن تجد مكاناً".
فيما ألقى باللوم على الدولة في انتشار مرض كوفيد-19، مشيراً إلى نقص حاد في مستلزمات الحماية. وأضاف: "إنها كارثة. أمر كارثي. كثير من الأطباء يقولون إن [الحكومة] لا تكترث بشأننا".
كما استنكر تفاخر الحكومة المصرية بإرسال مستلزمات الحماية الشخصية إلى إيطاليا وأمريكا والمملكة المتحدة، بينما يواجه الأطباء في مصر نقصاً فيها.
مضيفاً: "الأمور ساءت بشدة مؤخراً. الأطباء الذين يعملون لمواجهة كوفيد-19 ويريدون إجراء اختبارات بي سي آر (للكشف عن العدوى) من أجل أنفسهم، يجدون أن طلباتهم رُفضت في مرات عديدة".
وتابع: "المستشفيات تنهار. ويضطرون لعدم استقبال الأشخاص الذين يعانون من الأعراض، لكن هؤلاء الناس لا يكون لديهم خيارات أخرى مع امتلاء كل الأماكن".
مطالب النقابة العامة لأطباء مصر: فيما طالبت النقابة العامة لأطباء مصر، التي تسيطر عليها الدولة جزئياً، أكثر من مرة من الحكومة بأن تغير مسار تعاملها مع الأزمة وطالبت بإجراء مزيد من اختبارات بي سي آر.
غير أن عديداً من المسؤولين المصريين ألقوا باللوم على المواطنين في نشر الفيروس برغم القيود المتساهلة التي تفرضها، بمن فيهم رئيس غرفة إدارة الأزمات بمجلس الوزراء، الذي أعرب عن أسفه لـ "عدم التزام المواطنين".
مستشار رئاسي للصحة كان قد زعم في مطلع مايو أن البلاد أجرت "أكثر من مليون" اختبار"، وهو رقم تقلص لاحقاً بعد أن قالت الهيئة العامة للاستعلامات إن البلاد أجرت "أكثر من 105 ألف اختبار".
فيما قال طبيب في مستشفى الحسين الجامعي بالقاهرة: "لا نريد أن يُطلق علينا "الجيش الأبيض". بل نريد نفس الحماية الاجتماعية والحقوق المالية التي لدى الجيش والمسؤولين. صدقوني، الأطباء لا يريدون الأغاني والألقاب. كل ما نريده هو أن نكون قادرين على أداء وظيفتنا بأمان".
فيما سجلت مصر حتى أمس الأربعاء 20 مايو/أيار 14229 إصابة و 680 وفاة بسبب الفيروس. وبلغت عدد الحالات الجديدة أمس 745 حالة، ليكون أعلى رقم للإصابات اليومية الجديدة منذ بدء الأزمة في البلاد. وينحدر 13% من هؤلاء من صفوف المهنيين الطبيين، حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية.