تصاعدت حدة التهديد والوعيد بين إيران وإسرائيل من جديد، بعد أن ردَّ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء 20 مايو/أيار 2020، على تهديدات المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، الذي توعد بـ"إزالة إسرائيل"، بأن "تلقى إيران المصير نفسه".
يأتي ذلك، في الوقت الذي تعتزم فيه إسرائيل إعلان ضم الضفة الغربية، بالإضافة إلى ورود تقارير تفيد بشن الجيش الإيراني هجمات سيبرانية على منشآت إسرائيلية، بالإضافة إلى اشتباك قوات الطرفين على الأراضي الإسرائيلية.
تغريدة خامنئي: ردُّ نتنياهو جاء بعد أن نشر المرشد الأعلى الإيراني تغريدة على حسابه بـ"تويتر" مرفوقة بصورة كاريكاتيرية تتنبأ بتحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي.
تُظهر هذه الصورة احتفالاً مفترضاً لأطفال وشبان فلسطينيين بتحرير القدس الشريف، وهم حاملون للأعلام الفلسطينية، ورايات تنظيم "حزب الله" اللبناني، بالإضافة إلى صور رموز شيعية، بينها المرشد الإيراني الراحل آية الله الخميني.
كما كتب على الرسم: "فلسطين ستكون حرة"، و"الحل النهائي: المقاومة حتى الاستفتاء".
وكتب المرشد الأعلى قائلاً: "إزالة إسرائيل لا تعني إزالة الشعب اليهودي؛ فلا شأن لنا بهم. هي إزالة ذلك الكيان الغاصب. إزالة إسرائيل تعني أن يختار الشعب الفلسطيني -من مسلمين ومسيحيّين ويهود- حكومته؛ ويطرد الأجانب والأوباش من أمثال نتنياهو. هذا ما تعنيه إزالة إسرائيل، وسوف يتحقّق ذلك".
ردُّ نتنياهو: لم يتأخر رئيس الوزراء الإسرائيلي في الرد على تدوينة المرشد الأعلى الإيراني، لاجئاً هو الآخر إلى "تويتر"؛ من أجل مهاجمة إيران والمشير الأعلى.
نتنياهو كتب على حسابه الرسمي، قائلاً: "تهديد خامنئي بتنفيذ الحل النهائي ضد إسرائيل يذكِّر بخطة الحل النهائي الخاصة بالنازيين لتدمير الشعب اليهودي".
قبل أن يضيف: "عليه أن يعرف أن أي نظام يهدد بتدمير إسرائيل يجد نفسه في خطر مماثل".
الحل النهائي: يقول الإسرائيليون، إن مصطلح "الحل النهائي" كان تعبيراً استخدمه قادة ألمانيا النازية، وأشار إلى القتل الجماعي لليهود بأوروبا، في أفران الغاز.
الأربعاء أيضاً، هاجم مايك بومبيو، وزيرُ الخارجية الأمريكي، خامنئي في تغريدة على تويتر، واصفاً الرسم الكاريكاتيري بـ"المعادي للسامية" و"البغيض".
فيما كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية على تويتر: "هذا ما تبقى للنظام الإيراني، محاولة إقناع نفسه برسومات طفولية بأن خططه غير الواقعية ستتحقق".
وأضاف: "النظام الإيراني ليس معادياً للسامية بطبيعته وينكر الهولوكوست، بل يستخدم أيضاً تعبيراً نازياً مر عليه 80 عاماً".
في حين كتبت صفحة "إسرائيل بالعربي" تغريدة قالت فيها: "#إيران تتهدد #إسرائيل بالحل النهائي.عشم إبليس بالجنة!".
تبادل للهجمات والاتهامات: تزايد التوتر مؤخراً بين إسرائيل وإيران، في أعقاب تقارير عن هجمات سيبرانية متبادلة.
الثلاثاء، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن إسرائيل هي على الأرجح من يقف خلف هجوم إلكتروني نُفذ يوم 9 مايو/أيار الجاري، وألحق أضراراً كبيرة بعمل ميناء "الشهيد رجائي" في بندر عباس بإيران.
في وقت سابق من الشهر الجاري، قالت تقارير إسرائيلية إن إيران نفذت هجوماً سيبرانياً استهدف البنى التحتية للمياه والصرف الصحي الإسرائيلية.
فيما قال ممثل إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الأربعاء، إن إيران أرسلت أسلحة متطورة إلى ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا.
كما أضاف في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أن إيران انتهكت قرار المجلس حظر إرسال أسلحة إلى هذا البلد.
وأشار إلى أن "مقاطع الفيديو والصور أظهرت استخدام عناصر ميليشيا حفتر صواريخ دهلاويه المضادة للدروع والتي تصنّعها إيران".