“أشعر بمسؤولية عن تلك الوفيات”.. عميل استخباراتي روسي يتحدث عن إسقاط طائرة قُتل فيها 298 راكباً

اعترف ضابط سابق في الاستخبارات الروسية بـ"المسؤولية الأخلاقية" عن وفاة المئات الذين كانوا على متن طائرة ركاب أُسقِطَت في شرقي أوكرانيا عام 2014.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/05/20 الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/20 الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش
إيغور جيركين، كولونيل سابق في هيئة الأمن الفيدرالية الروسية/ رويترز

اعترف ضابط سابق في الاستخبارات الروسية بـ"المسؤولية الأخلاقية" عن وفاة المئات الذين كانوا على متن طائرة ركاب أُسقِطَت في شرقي أوكرانيا عام 2014، وفق ما ذكرته، الأربعاء 20 مايو/أيار 2020،  صحيفة The Times البريطانية.

إذ قُتِل جميع الركاب الـ298، من بينهم 80 طفلاً، حين أصاب صاروخ من طراز "بوك" الروسي الصنع رحلة الخطوط الماليزية رقم 17 (MH17) بينما كانت تحلق فوق منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الأوكرانيون المدعومون من موسكو في يوليو/تموز 2014. وكان أغلب الركاب من هولندا وماليزيا وأستراليا.     

قائد للانفصاليين: كان إيغور جيركين، كولونيل سابق في هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، من يقود قوات الانفصاليين في منطقة دونيتسك، شرقي أوكرانيا، في وقت وقوع تلك الكارثة. 

هو واحد من الروس الثلاثة، ومعهم أوكراني، الذين أدانهم محققون دوليون غيابياً بنقل صاروخ "بوك" المضاد للطائرات إلى المنطقة التي تمزقها الحرب. وبدأت المحاكمة في لاهاي في شهر مارس/آذار دون أن يكون أي من المشتبهين حاضراً.   

قال جيركين، البالغ من العمر 49 عاماً، في تصريح لصحيفة The Times: "بقدر ما كنت قائداً للمتمردين ومشاركاً في الصراع، أشعر بالمسؤولية الأخلاقية عن تلك الوفيات". ومع ذلك، أصر جيركين على أنَّ قوات الانفصاليين تحت قيادته "لم تُسقِط الطائرة".

حين سُئِل عمّا إذا كان تصريحه يمكن اعتباره اعترافاً بأن الجيش الروسي هو المَلُوم، قال جيركين: "يمكن للناس أن تترجم هذا كما يرغبون"، ورفض الإدلاء بأي تعليق إضافي. 

الخلاف مع الكرملين: في تصريح لموقع Gordon الأوكراني، قال جيركين، المعروف أيضاً باسم إيغور ستريلكوف، إنه لا يعترف بمحكمة العدل الدولية في لاهاي ولن يرغب في تقديم إفادته أمام المحاكمة الدائرة فيها. وأضاف: "لن ألعب في أرض أناس آخرين وفقاً لقواعدهم وأتوقع النجاح. لا أنتظر أية رحمة أو تفاهُم من العدو". 

يُذكر أنَّ جيركين، القومي الروسي، عاد إلى موسكو في 2014 بعدما أصبح على خلاف مع الكرملين. ومنذ ذلك الوقت، يوجّه انتقادات للرئيس بوتين بسبب فشله في تقديم الدعم الكافي للمقاتلين الانفصاليين في أوكرانيا، وكذلك لاتهامات مزعومة بالفساد، وقال: "بوتين أسوأ من المجرمين". 

على الرغم من أنَّ تليفزيون الدولة الروسي كان يشيد به قديماً، أصبح جيركين، الذي أدرجته الولايات المتحدة وأوروبا على قوائم عقوباتها، على قائمة إعلام الرئاسة الروسية السوداء.   

اتهامات لمسؤول كبير: صحيفة The Times البريطانية تحدثت، الأربعاء 29 أبريل/نيسان 2020، عن مزاعم بأن الجنرال أندريه بورلاكا، نائب رئيس قوات حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، تولى السيطرة على تدفق الأسلحة من روسيا إلى أوكرانيا في وقت الهجوم. 

أشارت الصحيفة إلى أن بورلاكا هو الشخص الذي يحتل المرتبة الرابعة في سلسلة القيادة تحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقالت إنه وفقاً لسجلات سفر مُسرَّبة، كان الجنرال بورلاكا في مدينة روستوف-أون-دون بالقرب من الحدود مع أوكرانيا حين أُسقِطَت الطائرة الماليزية بمنظومة "بوك" الصاروخية في 17 يوليو/تموز 2014.

بذلك يكون الجنرال بورلاكا (54 عاماً) هو المسؤول الروسي الأعلى رتبة حتى الآن الذي يعتبره التحقيق الجنائي -يتولاه فريق مشترك بقيادة هولندا- متهماً محتملاً في إسقاط الطائرة.

كذلك ذُكِر رجلٌ يُشار إليه باسم فلاديمير إيفانوفيتش عدة مرات في المكالمات الهاتفية بين قادة المتمردين والمسؤولين الروس التي أعلنها فريق التحقيق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

أشارت الاتصالات إلى أنه اضطلع بدورٍ حاسم في سلسلة القيادة بين الانفصاليين شرق أوكرانيا والحكومة الروسية، وهو ما عزَّز سيطرة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على تسليم الأسلحة إلى المتمردين.

تحميل المزيد