أعلنت منظمة الصحة العالمية، السبت 16 مايو/أيار 2020، أنها رصدت نحو 113 ألف حالة يشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، منذ مطلع العام 2020، في الوقت الذي رصدت فيه منظمة "أطباء بلا حدود" مئات الحالات المتوفاة نتيجة أعراض شبيهة بالإصابة بفيروس كورونا، دون قدرتها على التأكد من ذلك؛ لنقص حاد في اختبارات الفحص وإمكانات العلاج.
كوليرا: مكتب المنظمة الأممية باليمن ذكر في تغريدة على "تويتر"، مساء السبت، أنه "منذ يناير/كانون الثاني 2020، بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن 112 ألفاً و851 حالة".
أضاف المكتب أن "من هذه الحالات 56 حالة مؤكدة مختبرياً و29 حالة وفاة مرتبطة"، حسبما نقلت وكالة الأناضول.
لفت المكتب إلى أنه "تم رصد هذه الحالات في 200 مديرية باليمن (من أصل 333)".
المنظمة قدمت إثر ذلك "استجابة عاجلة لدعم 138 مركزاً لعلاج الإسهال و58 نقطة لمعالجة للجفاف، ومعظمها في مناطق متأثرة".
كورونا: الجمعة 15 مايو/أيار، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية الإنسانية، إنه من المستحيل معرفة المدى الكامل لانتشار فيروس كورونا المستجد باليمن، في تصريحات تدعم إحصائيات لمنظمات طبية تفيد بأن مئات الأشخاص يموتون بأعراض مشابهة لمرض كورونا في اليمن، دون القدرة على التأكد من ذلك؛ لقلة الموارد والفحوص الطبية.
منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية قالت كذلك، إن عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب أعراض تشبه مرض كورونا، تجاوز 385 شخصاً خلال الأسبوع الماضي، في مدينة عدن الساحلية الجنوبية.
لكن حتى فجر الجمعة، بلغ إجمالي الإصابات المعلن عنها رسمياً بفيروس كورونا في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية 85 حالة، منها 12 حالة وفاة، وحالة شفاء واحدة.
أما في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد سجلت وزارة الصحة بحكومة الجماعة إصابتين بالفيروس، بينهما حالة وفاة في العاصمة صنعاء، في ظل اتهامات حكومية وشعبية للجماعة بالتكتم على حقيقة عدد الحالات.
نقص حاد: يعاني اليمن تدهوراً حاداً في القطاع الصحي؛ بسبب الصراع المشتعل الذي أدى إلى إغلاق نصف المرافق الطبية في البلاد، ما جعل عديداً من السكان معرَّضين للأوبئة والأمراض.
كما يخشى العاملون الصحيون في عدن من الذهاب إلى المستشفيات؛ بسبب نقص المعدات الوقائية، ولعدم قدرتهم على إجراء الفحوصات اللازمة؛ لنقص معدات الفحص والعلاج.
وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، فإن 803 اختبارات فقط قد تم إجراؤها لفيروس كورونا حتى الآن في محافظات الحكومة اليمنية، وإن "أنابيب الاختبار قد نفِدت بالفعل".
كما أشارت إلى أنه لا يوجد في اليمن سوى 500 جهاز تنفس صناعي، وأربعة مختبرات فقط قادرة على إجراء اختبار فيروسات التاجية.
مستشفيات فارغة: المنظمة أكدت أن المستشفيَين الحكوميَّين الرئيسيين في عدن لا يزالان مفتوحين، لكنهما لا يقدمان سوى خدمات الطوارئ، ويعالجان المرضى المصابين بالحمى ولكن ليس أولئك الذين تظهر عليهم أعراض الجهاز التنفسي.
كما أشارت إلى أن معظم مستشفيات عدن الخاصة أُغلقت أيضاً، أو تعالج الحالات المزمنة فقط دون أعراض تنفسية أو حمى.
ومنذ أكثر من خمس سنوات يعاني اليمن من صراع بين الحوثيين المتحالفين مع إيران، والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي يدعمها تحالف دول في المنطقة بقيادة السعودية، وعلى الرغم من محاولات عديدة لوقف إطلاق النار، لم يتوقف القتال، حتى مع ظهور تفشي الفيروس التاجي.