وجدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية نفسها في موقف محرج، السبت 16 مايو/أيار 2020، عندما مُنعت هي وخطيبها من الدخول إلى أحد المطاعم في العاصمة ويلنغتون، بسبب القواعد التي فرضتها هي نفسها على المطاعم في مواجهة فيروس كورونا.
حسب ما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، فقد تبين لرئيسة الوزراء النيوزيلندية أنه لا توجد استثناءات عندما يتعلق الأمر بالتباعد الجسدي بعد أن رفض مطعم استقبالها في بادئ الأمر لأنه كان مكتمل العدد وفقاً لقواعد التعامل مع فيروس كورونا.
الكل سواسية: قررت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن وخطيبها، كلارك غيفورد، تناول وجبة فطور متأخرة اليوم السبت 16 مايو/أيار في مطعم أوليف Olive في العاصمة ويلنغتون، أي بعد يومين من تخفيف الدولة للعديد من قواعد الإغلاق الذي شمل إعادة فتح المطاعم.
لكن قواعد التباعد الجسدي لا تزال سارية وتشترط الحفاظ على مسافة متر واحد. وقللت العديد من المطاعم أعداد مقاعدها امتثالاً لهذه القواعد.
أما ردود الفعل على ذلك فيمكننا رؤيتها على تويتر:
إذ كتب أحد مستخدمي تويتر، ويدعى جوي: "يا إلهي جاسيندا أرديرن حاولت الدخول إلى أوليف ولكنهم رفضوا دخولها لأنه كان مكتمل العدد".
ورد غيفورد، خطيب جاسيندا، بعد فترة قائلاً: "أنا أتحمل مسؤولية ذلك، لم أحرص على الحجز مسبقاً في أي مكان. وكان لطفاً بالغاً منهم أن يلحقوا بنا في الشارع بعد توفر إحدى الطاولات. خدمة ممتازة".
تدخلت مستخدمة أخرى تدعى جوانا بالقول: "لا بد أن هذه أفضل التغريدات في نيوزيلندا… أحبها، وأحب نيوزيلندا".
الموقف زاد من شعبيتها: رداً على طلب للتعليق حول ما حدث، قال المتحدث باسم مكتب جاسيندا في رسالة بريد إلكتروني أن الانتظار في أحد المطاعم شيء يمكن لأي شخص أن يتعرض له خلال تدابير التباعد في نيوزيلندا، وأضاف: "رئيسة الوزراء تقول إنها انتظرت مثلها مثل أي شخص آخر".
يُشار إلى أن جاسيندا أرديرن حظيت بإشادة كبيرة لاستجابتها السريعة والحاسمة في التعامل مع الجائحة. إذ أغلقت نيوزيلندا حدودها وفرضت حظراً مشدداً في مارس/آذار، ونجحت إلى حد كبير في هدفها المتمثل في القضاء على الفيروس. وسجلت السلطات الصحية حالة جديدة واحدة فقط خلال الأيام الخمسة الماضية، ليبلغ العدد الكلي للحالات المؤكدة 1,498 حالة، منها 21 حالة وفاة.
احتواء كورونا: كان مفتاح النجاح هو استراتيجية بسيطة ذات شقين بقيادة رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن.
في بداية شهر مارس/آذار، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست، بدأت البلاد في توجيه جميع الزوار الدوليين للعزل الذاتي لمدة 14 يوماً، وفي الأوقات العادية تستقبل نيوزيلندا ما يصل إلى 4 ملايين سائح سنوياً.
في 19 مارس/آذار، أغلقت الدولة المعتمدة على السياحة حدودها بالكامل أمام الزوار الدوليين، وهي خطوة من المحتمل أن تكون فعالة لأنها جاءت قبل أن يبدأ الوباء في الانتشار بشكل محلي.
على نفس القدر من الأهمية، ذكرت مجلة "ساينس لايف" أن حكومة أرديرن دفعت برسالة قوية بشأن "البقاء في المنزل" في وقت مبكر من الأزمة، ونفذت أمراً لتنفيذ الابتعاد الاجتماعي اعتباراً من 23 مارس/آذار.
تلقى سكان نيوزيلندا (بما في ذلك المهاجرون) دفعات مساعدة متكررة من الحكومة لكي يتجنب الناس العمل، ولم يحاول خصوم رئيسة الوزراء التقليل من الأزمة.