كشف عبدالله، نجل الداعية السعودي الموقوف الشيخ سلمان العودة، السبت 16 مايو/أيار 2020، تفاصيل عن "المعاناة" التي يواجهها والده منذ ليلة توقيفه من منزله بالرياض، في 9 سبتمبر/أيلول 2017.
جاء ذلك في حلقة بعنوان "الشيخ" ضمن بودكاست "السعودية العظمى"، الذي تدعمه منظمة "العفو الدولية".
حقيقة المكالمة الهاتفية للعودة: يأتي بث الحلقة بعد 3 أيام من إذاعة مكالمة هاتفية للشيخ العودة (63 عاماً) من داخل محبسه مع كل من والدته وابنته، والتي قال خلالها عندما سئل عن أحواله: "والله بخير الحمد لله. ومبسوط مرّة (جداً)".
المكالمة الأولى من نوعها نشرها حساب "معتقلي الرأي" على "تويتر"، الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، واعتبر مغردون سعوديون أنها تفند مزاعم تعرض الشيخ لسوء معاملة في السجن أو تعرض صحته لخطر.
في مقابل تأكيد آخرين على أن قصر المكالمة وسرعتها تدلان على "معاناة"، معتبرين أن حديث الشيخ هو نوع من الطمأنة لأسرته، ولا يعكس حقيقة وضعه.
ليخرج عبدالله، السبت، متحدثاً عن معاناة والده المستمرة داخل محبسه، في أول شهادة كاملة للعودة الابن مدتها نحو 23 دقيقة، والتي قال خلالها إن والده لا يزال في "الحبس الانفرادي".
اعتقال سلمان العودة: حول ملابسات اعتقال والده، قال عبدالله، المتواجد في الولايات المتحدة حالياً، إن شخصاً مجهولاً هاتف والده في 9 سبتمبر/أيلول 2017، وبدأ يتحدث عن المطعم الذي كان فيه يومها والمسجد، وكأنه يوصل له رسالة بأنه مُراقب.
أضاف أن المتصل استطرد في أحاديث لا فائدة منها، وكأن هدفه تعطيل الوالد حتى تصل قوات الأمن التي طرقت الباب أثناء المكالمة التي قرر المتصل إنهاءها فجأة بعد أن تحقق مراده.
تابع عبدالله: "حين فتح والدي الباب كانت هناك مجموعة كبيرة بلباس مدني عرفوا أنفسهم بأنهم أمن دولة. أمسكوا بالوالد على عجل، وطلبوا منه الذهاب معهم، دون أن يخبروه بالسبب أو أن يبرزوا هوياتهم"، مؤكدين أن الأمر "لن يتعدى ساعات قليلة".
أشهر من الغياب ومحاكمة غامضة: لفت إلى مرور 5 أشهر من دون تواصل واتصال مع والده عقب التوقيف وسط ظروف سجن "سيئة جداً" من بينها "تقييد اليدين والرجلين وحرمانه من الأكل"، رغم كونه "شيخاً ستينياً".
وأشار إلى أن والده خاض "فصلاً أكثر رعباً بمحاكمة غامضة في سبتمبر/أيلول 2018 في ظروف سرية".
وأشار إلى أن الوالد يواجه 37 تهمة بينها "الإفساد في الأرض بتأليب المجتمع ودعوته للتغيير في الحكومة السعودية، والانضمام لاتحادات وجمعيات عالمية وتأليب الرأي العام وإثارة الفتنة".
ووجه عبدالله انتقادات للنيابة العامة والقضاة، مشيراً إلى رفض السلطات حضور أطراف مستقلة لإجراءات التقاضي، مع الإبقاء على والده في "الحبس الانفرادي حتى الآن".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السعودية بشأن ما جاء في تلك الشهادة، غير أن الرياض عادة ما تؤكد على "استقلال قضائها ونزاهته، وحسن معاملة سجنائها".
ماذا قال الشيخ في مكالمته؟ تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، بثه حساب معتقلي الرأي على موقع تويتر، تضمن مكالمة مؤثرة للشيخ سلمان العودة، المعتقل في السعودية، وهو يتحدث إلى عائلته عبر الهاتف من داخل السجن، الأربعاء 13 مايو/أيار 2020.
تضمنت المكالمة حديث الشيخ سلمان العودة مع والدته، وقد قال لها في المكالمة: "والله، أنا بخير"، لتردَّ عليه والدته: "نصلّي بالتراويح، ييجي معاذ يصلي".
ثم أعطت والدته الهاتف لابنته غادة، حيث قالت له: "ياهلا وغلا، كيفك، مشتاقين لك".
وتحدَّث الشيخ سلمان العودة مع أسرته في الهاتف، عن وضعه أثناء شهر رمضان بالسجن. الفيديو شهد تفاعلاً كبيراً من نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أثنوا على "العودة" ودعوا له بالحرية.