قالت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية الإنسانية، الجمعة 15 مايو/أيار 2020، إنه من المستحيل معرفة المدى الكامل لانتشار فيروس كورونا المستجد في اليمن، في تصريحات تدعم إحصائيات لمنظمات طبية أن مئات الأشخاص يموتون بأعراض مشابهة لمرض كورونا في عدن، في ظل قلة الموارد والفحوص الطبية.
مئات الوفيات: منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية قالت، الخميس، إن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب أعراض تشبه مرض كورونا تجاوز 385 شخصاً خلال الأسبوع الماضي في مدينة عدن الساحلية الجنوبية.
لكن حتى فجر الجمعة، بلغ إجمالي الإصابات المعلن عنها رسمياً بفيروس كورونا في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية 85 حالة، منها 12 حالة وفاة، وحالة شفاء واحدة.
أما في مناطق سيطرة الحوثيين، فقد سجلت وزارة الصحة بحكومة الجماعة إصابتين بالفيروس، بينهما حالة وفاة في العاصمة صنعاء، في ظل اتهامات حكومية وشعبية للجماعة بالتكتم على حقيقة عدد الحالات.
نقص حاد: منظمة أطباء بلا حدود أكدت، في بيان نقلته الأناضول، أنه "نظراً لأن القدرة على إجراء فحوصات كشف فيروس كورونا في اليمن محدودة للغاية، فمن المستحيل معرفة المدى الكامل لانتشار الفيروس".
المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة يُرجع في حديثه لصحيفة "The Washington Post" التباين الحاد في الأرقام جزئياً على الأقل إلى النقص الحاد في اختبار الفيروس المتاح في اليمن.
أكد تايلور أن 803 اختباراً فقط قد تم إجراؤها حتى الآن في محافظات الحكومة اليمنية، وأن "أنابيب الاختبار قد نفدت بالفعل".
إغلاق مستشفيات: كما يخشى العاملون الصحيون في عدن من الذهاب إلى المستشفيات بسبب نقص المعدات الوقائية، ولعدم قدرتهم على إجراء الفحوصات اللازمة لنقص معدات الفحص والعلاج.
وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، لا يوجد في اليمن سوى 500 جهاز تنفس صناعي، وأربعة مختبرات فقط قادرة على إجراء اختبار فيروسات التاجية.
أكدت المنظمة أن المستشفيين الحكوميين الرئيسيين في عدن لا يزالان مفتوحين، لكنهما لا يقدمان سوى خدمات الطوارئ، ويعالجان المرضى المصابين بالحمى ولكن ليس أولئك الذين تظهر عليهم أعراض الجهاز التنفسي.
كما أشارت إلى أن معظم مستشفيات عدن الخاصة أغلقت أيضاً، أو تعالج الحالات المزمنة فقط دون أعراض تنفسية أو حمى.
مدير برامج إنقاذ الطفولة في اليمن، محمد الشماع، قال في بيان: "فِرقنا على الأرض ترى كيف يتم طرد الناس من المستشفيات ويتنفسون بشدة، أو ينهارون"، وأضاف: "نسمع عن عائلات فقدت اثنين أو ثلاثة من أحبائها في الأسابيع القليلة الماضية".
ومنذ أكثر من خمس سنوات يعاني اليمن من صراع بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي يدعمها تحالف دول المنطقة بقيادة السعودية، وعلى الرغم من محاولات عديدة لوقف إطلاق النار، لم يتوقف القتال، حتى مع ظهور تفشي الفيروس التاجي.