جدد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأربعاء 13 مايو/أيار 2020، هجومه على الصين، هذه المرة من تل أبيب، عندما أعرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن انزعاج واشنطن من "تغلغل" الصين في الاقتصاد الإسرائيلي، واصفاً بكين بأنها "خطر على المواطنين الإسرائيليين".
جاء ذلك في حديث أدلى به بومبيو لقناة "كان" الإسرائيلية (رسمية) قبل مغادرته تل أبيب، التي وصل إليها قبل ساعات، وأجرى مباحثات مغلقة مع نتنياهو، ثم مع شريكه في الحكومة الائتلافية المقبلة، بيني غانتس.
ويخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار المسؤولين في إدارته حرباً كلامية مع الصين، التي شهدت أول ظهور للفيروس، ويقولون إنها لم تبلغ العالم بالسرعة الكافية بمخاطر الفيروس، وكمَّمت أفواه من دقوا ناقوس الخطر. وتنفي بكين بشدةٍ هذه الاتهامات.
تحذير أمريكي: قال بومبيو، في الحديث الذي سيُبث كاملاً، صباح الخميس 14 مايو/أيار 2020: "لا نريد أن تكون للحزب الشيوعي الصيني (الحاكم في بكين) أية صلة بالبنية التحتية لإسرائيل".
المتحدث ذاته اعتبر أن "التعاون الإسرائيلي مع الصين يعرِّض للخطر قدرة واشنطن على العمل مع تل أبيب في مشاريع مهمة".
بل أكثر من ذلك، أكد بومبيو أنه تحدَّث مع نتنياهو في هذا الشأن، وعرض عليه معلومات استخباراتية (لم يوضح فحواها)، زاعماً أن التعاون مع الصين يعرِّض المواطنين الإسرائيليين للخطر.
الولايات المتحدة هي أوثق حليف لإسرائيل، ويعتبر مسؤولون أمريكيون الصين عدواً لبلدهم.
تجاوب إسرائيلي: في الجهة المقابلة، قالت القناة "13" الإسرائيلية (خاصة)، الثلاثاء 12 مايو/أيار 2020، إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية أنها ستعيد النظر في مشاركة شركة "هاتشيسون"، المملوكة للصين، في مناقصة لإقامة "سوريك 2″، وهي أكبر محطة لتحلية المياه بالعالم في كيبوتس "بلماحيم" وسط إسرائيل.
وهو الأمر الذي أكده بومبيو، الذي شدد على أنه تلقى من نتنياهو "ردوداً مُرضية"، لكن الحديث عن الموضوع ما زال مستمراً.
وفق مصادر إعلامية عبرية، فإن واشنطن قلقة جداً من مشاركة الشركة الصينية في المشروع الضخم الذي يُنتظر أن ينتج نحو 85% مما تستهلكه إسرائيل من الماء سنوياً.
كما أنها لا ترغب في مشاركتها بمشاريع للبنى التحتية الإسرائيلية، كانت تعزم القيام بها.
ووصل بومبيو إلى إسرائيل صباح الأربعاء، في زيارته الخارجية الأولى منذ أن تفشى فيروس كورونا، في الولايات المتحدة وبقية دول العالم، قبل أشهر.
إشادة بإسرائيل: في السياق نفسه، أشاد وزير الخارجية الأمريكي بإسرائيل؛ "لتقديم ما لديها من معلومات خلال الجهود العالمية لمكافحة جائحة فيروس كورونا، ووجه انتقاداً جديداً للصين على ما وصفه بعدم شفافيتها".
قال بومبيو لنتنياهو: "أنت شريك رائع، إنك تتشارك المعلومات عكس بعض الدول الأخرى التي تحاول التعتيم على هذه المعلومات وإخفاءها، وسنتحدث عن هذا البلد أيضاً".
لم يذكر بومبيو الصين بالاسم، كما لم يضرب أمثلة واضحة على التعاون الإسرائيلي في مكافحة الفيروس.
كما كرر بومبيو في وقت سابق، اتهامات واشنطن لبكين، خلال مقابلة مع صحيفة هيوم الإسرائيلية.
إذ صرح قائلاً: "إليكم ما نعرفه على وجه اليقين: ظهر الفيروس أولاً في ووهان بالصين. علم الحزب الشيوعي الصيني بأمر الفيروس في ديسمبر/كانون الأول 2019 وحاول التعتيم على الأمر.
قبل أن يضيف: "حرموا الناس من القدرة على الكلام، ولم يعلنوا هذه المعلومات بالسرعة الكافية، لقد سببوا خطراً جسيماً للعالم".